تقديد الليبيين !
أوراق
عصام فطيس
في محاولة أمريكية جديدة لكسر الجمود الذي أصاب الأزمة الليبية وفي محاولة للقول إن الولايات المتحدة لازالت تهتم بالملف الليبي زار العاصمة طرابلس خلال اليومين الماضيين السفير الامريكي لدي ليبيا ريتشارد نورلاند اجري خلالها سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين ليبيين ؛ وشركاء دوليين ومانحين( حسب بيان السفارة الأمريكية ) في مسعي لإيجاد حل للملف الليبي الذي ادخل طور التجميد .
نورلاند خلال هذه الزيارة واصل عزف ذات النغمة التى لم تنفك بلاده عن ترديدها ( الضرورة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء قاعدة دستورية نُفضي لانتخابات موثقة وشفافة بما يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي)
ولم يوضح لنا السفير أي آليات سيتم إيجادها من أجل تحقيق هذه الخطوات مع أنه يقول أن بلاده (قد) تعيد تقييم علاقاتها مع الجهات المعرقلة للحلول السياسية ؛ وهذا الكلام نسمعه منذ العام 2014 م ، فالولايات المتحدة لازالت رهينة القد ( فيما يستمر تقديد الليبيين منذ العام 2011) ولم تلق بثقلها إلى الان لإيجاد حل للأزمة الليبية بل تركتها لوكلاءها الاقليميين الذين فشلوا في إيجاد تسوية مقبولة ؛ وسعي كل طرف لبسط نفوذه وإيجاد مواطء قدم له في الأراضي الليبية مما زاد من تعقيدات الأوضاع .
لن تحدث زيارة نورلاند لطرابلس اي تغييرات جذرية على الارض ؛ فالولايات المتحدة غير مستعجلة على حل الأزمة الليبية لان لها أولويات اخري ؛ ستظل الاوضةع على ما هي عليه فالجميع مستفيد من هذا الوضع سواء دول إقليمية أو أطراف داخلية ؛ وسيستمر الليبيون في دفع الفواتير إلى أن يتوافق الكبار على إقتسام الكعكة وهذا أمر مستبعد حاليا .