تقرير :أزمـــة الكهرباء تطل برأسها من جديد

أزمـــة الكهرباء تطل برأسها من جديد :

“طرح أحمال” .. يطرح أكثر من سؤال ؟!

تعيش طرابلس واغلب المدن الليبية مشهد مكرر منذ عدة سنوات وهو حالة طرح أحمال للشبكة العامة للكهرباء والتي تتجاوز في أحيانا كثيرة مدة 12 ساعة.

الشركة العامة للكهرباء وقبلها – وزارة الكهرباء الذتي ألغيت من تركيبات الحومات المتعاقبة لاحقاً – تقول منذ سنوات إنها تبحث عن حلول جذرية للتغلب على المشكلة بالرغم من إعلانها مرارا عن مشاريع جديدة بعضها مستعجلة كشفت عنها العام الماضي وما زالت لدى ديوان المحاسبة الذي أعلن بدوره موافقة عليها، وبعدها لم تنشر أي ملعومات عن هذه المشاريع التي يبدو أنها لم تنشأ حتى اللحظة.

وأوضح الديوان في تقريره للعام 2017 أن “العامة للكهرباء” صرفت 2.1 مليار دينار لمشروعات تنموية إلا أن المواطن لم يشعر بأي أثر لتلك المصروفات بل إن الأمر ازداد سوءا.

رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبد المجيد حمزة، حمّل المواطنين جزءا من إخفاق الشركة في تغطية عجز الشبكة، معتبرا حسب قوله في مؤتمر صحفي نظم العام الماضي أنه فقد الأمل في المستهلكين الذين لم يسهموا في ترشيد استهلاك الكهرباء.

وبحسب تعبير مسؤولي الشركة فإن الاشتباكات المسلحة وعمليات السرقة المتكررة ساهمت في تعقيد أزمة طرح الأحمال، مطالبة كافة الأطراف بتحمل المسؤولية والحفاظ على سلامة مشاريع الكهرباء في وقت يعيش فيه المواطنون انزعاجا من مسألة المساواة على مستوى طرح الأحمال التي وصفوها بـ”غير العادلة بين مدينة وأخرى”.

ارتفاع الحرارة واعطاب مفاجاة

ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على الطاقة الكهربائية تعرض يوم الثلاثاء الماضي محول كهربائي بمحطة الخزان شهوب ما أدى الى اشتعال النيران في المحول والكوابل ، وعلى الفور قامت الفرق الفنية بدائرة توزيع الهضبة القيام بواجبهم المناط بهم ، حيث تم استبدال المحول المحترق بمحول جديد كما تم استبدال الكوابل المعطوبة بكوابل جديدة ضغط عالي ومنخفض وتركيب خلية ضغط منخفض ، استمرت أعمال الصيانة والتركيب لمدة 24 ساعة متواصلة في ظل ارتفاع درجات الحرارة .

العجز متواصل والشبكة تترنح !

وسجل ظهر يوم الأربعاء الماضي خروج مفاجئ لوحدات التوليد الأولى والثانية والثالثة والرابعة في محطة كهرباء الزاوية المزدوجة مما أدى إلى فقد حوالي 600 ميجاوات من القدرات الانتاجية المتاحة لهذه الوحدات الامر الذي هدد إستقرارية الشبكة خاصة في ظل وجود عجز كبير في تلبية الطلب على الطاقة الكهربائية .

وعلى الفور قامت فرق الصيانة بالمحطة على إعادة تشغيل تلك الوحدات وتم تشغيل الوحدتين الأولى والرابعة بكامل حمولتهما والوحدة الغازية الثانية بنصف حمولتها وتعذر تشغيل الوحدة الغازية الثالثة لوجود العديد من المشاكل الفنية ، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وعدم استقرار الشبكة سُجل خروج الوحدات التالية :

– الوحدة الخامسة في محطة الرويس .

– الرابعة في محطة جنوب طرابلس .

– الرابعة في محطة الخمس الغازية .

وبالتالي إجمالي الفاقد حوالي 550 ميجاوات ، بالإضافة إلى العجز الموجود أصلاً وهو 1500 ميجاوات .

وتأسف الشركة العامة للكهرباء للمواطنين عن طرح أحمال لساعات طويلة واكدت ان الهدف الأسمى هو المحافظة على سلامة الشبكة الكهربائية من الإظلام التام ، وإن حدث لا قدر الله قد يستمر تأثيره لعدة أيام .

وافادت الشركة أنه بالمحافظة على استقرارية الشبكة ومع اعتدال درجات الحرارة ودخول جميع وحدات التوليد للخدمة سيلاحظ المستهلك تحسن ملحوظ في أداء المنظومة الكهربائية وبالتالي التقليل من عدد ساعات طرح الاحمال .

صعوبات .!

وأعلنت الشركة العامة للكهرباء في وقت لاحق صيانة وشحن دائرة الهضبة جنوب طرابلس رقم 2 جهد 220 كيلو فولت ما بين البرجين رقم 12و13.

وأكدت الشركة في بيانها إجراء عملية الكشف على خط بئر الأسطى ميلا جهد 400 كيلو فولت الذي تعرض للفصل يوم الثلاثاء الماضي إلا أن أعمال الصيانة لم تستمر به بسبب تعرض الفرق الفنية لإطلاق الرصاص فاضطرت لمغادرة موقع العمل على الفور.

وأضاف البيان أن إدارة صيانة الجهد العالي في الشركة تسعى من خلال التنسيق مع أجهزة الأمن لتأمين الموقع والسماح لفرق الصيانة بالدخول لإجراء أعمال الصيانة اللازمة على الخط.