ثــقـافة قــانونيــة ..
دور النقابات العمالية في المطالبة بالحقوق
- هند عبد الكريم القرقني
قــــد نتساءل عن دور النقابات في المطالبة بحقوقنا أو كيفية التعبير من خلالها عن أي ظلم قد يقع من صاحب العمل على العامل ، وهل الدولة تستطيع أن تقيد العمل النقابي أم أن النقابات لها الحرية والاستقلالية عن الحكومات !!
ومن هنا نتعرف عن أهمية النقابات العمالية.. فالنقابة شيء مهمّ وفعّال في حياة الشعوب في أي دولة من دول العالم على مرّ التاريخ. فكلما ازدادت الدولة تقدّمًا نجد أن النقابة العمالية فيها أكثر نشاطاَ وحرّية عن نظيرتها في الدول الأخرى.
فالنقابات العمالية تعدّ محامي العامل الذي يُعبّر عن مشاكله ومطالبه ومظالمه نيابة عنه ، فالنقابة تتأسس بكامل حريتها دون تدخل من السلطة الإدارية ، وإلا اعتبر انتهاكا لمبدأ الحرية النقابية ، فالحرية في تكوين النقابات تشكل المظهر الصريح للحرية النقابية على مستوى العلاقة بين التنظيمات النقابية والسلطات ، كما تشكل معيارا رئيسياً على استقلال النقابة عن السلطة الإدارية .
فإذا بنت الحكومات جسورًا قوية بينها وبين تلك النقابات فسوف تستطيع أن ترسم صورة واضحة عن مشاكل العمال وهمومهم ومطالبهم، ومن ثمّ العمل على تحقيق الرخاء الاقتصادي والوظيفي للعمال، ممّا يترتب على ذلك زيادة الإنتاج وجودته ودفع الدولة إلى طريق التقدّم والحفاظ على الرخاء الاقتصادي للدولة.
فأهمية النقابات العمالية كثيرة ومتنوّعة، منها على سبيل المثال : تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لرفع مستوى العامل معيشيًا وثقافيًا واجتماعيًا.وتمكين العامل من إبداء رأيه والتعبير عنه بالوسائل المشروعة. والمطالبة بسنّ التشريعات والقوانين والأنظمة التي من شأنها تحسين أوضاع العمال المعيشية والاجتماعية.
وفى النهاية: لنا رسالة مفادها أنه يجب مساعدة النقابات العمالية على القيام بواجبها ناحية العامل، وإعطاؤها الحرية الكاملة لمزاولة نشاطها من أجل حياة أفضل، ومن أجل مستقبل أكثر إشراقاً لعمالنا الذين هم بناة المستقبل.
فيجب على جميع العاملين الوعي بحقوقهم القانونية وعدم التهاون في المطالبة بها عبر كياناتهم النقابية من أجل تعزيز ثقافة المطالبة بالحقوق وتفعيل الدور الحقيقي للنقابات.