جامع أوجلة العتيق، فن في العمارة، وبصمة في التاريخ الإسلامي.
إهمال الصيانة والترميم يهدده ، والتسجيل في اليونسكو مطلب عند الأهالي
من الطين المحلي وبجدع النخيل ” منذ أكثر من ألف سنة لازال يُرفع فيه الأذان”
وهو من المساجد القديمة جداً في شمال أفريقيا ، بني في فترة أسلامية مبكرة إبان الفتح الإسلامي للشمال الإفريقي سنة 666م، يُسمى عند الأهالي ( جامع الجمعة ) أو ( الجامع الكبير )، لأنه كان يجمع بين أداء الصلاة والأمور التعليمية والاجتماعية الأخرى .وتصلى به صلاة الجمعة.
شكله المعماري مميز جدا، مستطيل الشكل تصل مساحته الإجمالية حوالي (456 م2 ) يحيط به سور من جميع الجهات تعلوه قباب مخروطية الشكل، لغرض تشتيت أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف ، وكذلك منع تجمع مياه الأمطار في مواسمها و تحمل القباب فتحات للإضاءة والتهوية ، ربما لغرض الزخرفة، ويؤدي إلي الجامع ثلاثة , مداخل اثنين في جانب السور الشرقي ، وآخر في الواجهة الجنوبية هذه الأبواب والمداخل ذات عقود نصف دائرية لها أبواب خشبية مصنوعة من جذوع النخيل .
يبلغ عدد القباب الموجود بالمسجد ( واحد وعشرون قبة ويتراوح ارتفاعها من 3.30م إلي 6.5م ونجد أن وهذا الأسلوب ( القباب المخروطية ) اتفقت عليه جميع المساجد بالواحة) .
صراع مع الطقس والزمن
البداية كانت مع السيد ميلود بترون الاوجلي مدير مكتب أثار الواحات “الجامع كان يرمم في كل صيف، فبعد موسم الشتاء والأمطار كان الأهالي يقومون بإصلاح الشقوق وملئ الفراغات الناتجة من الأمطار والرياح، وبالنسبة لترميمات الكبيرة فقد شهدها في سنة 1984، وأيضا في سنة 1995 بواسطة مصلحة الأثار، أما في سنة 2018 فقد كان ترميما لغرفة واحدة من المسجد فقط، وهناك صيانات سريعة تقوم بها جمعية أوجلة للثراث بين الحينة والأخرى في كل فترة.
وأضاف” الجامع يحتاج إلي صيانة دورية كل موسم، ولابد من الجهات المعنية أن تصرف له ميزانية سنوية لهذا، فالمحافظة على الأثار ليس بالموضوع السهل، ويحتاج إلى معاملة فنية خاصة مع مرور الزمن، ولا بد من مواد أولية بموصفات معينة، وأيضا أشخاص ذو خبرة في التعامل مع مثل هذه المباني، ونتمنى ان نرى جامع أوجلة مسجلا في اليونسكو ضمن التراث العالمي”.
يقع المسجد بين الأحياء القديمة الأربعة ويتوسطها على مساحة 444 متر مربع من الداخل ومساحته بالفناء والسور الخارجي 827 متر مربع، وكل المواد التي دخلت في بناء المسجد موجودة من بيئة المنطقة نفسها وهي الطين الطبيعي . منه الطين الأحمر ، والطين الأبيض قليل التماسك والطين الأبيض المتماسك ( الطفلة ) إضافة إلي أنواع من الحجارة وأخشاب وسعف وأخشاب النخيل وأخشاب شجرة الأثل الصحراوية .
فن معماري من وحي المكان وبساطة المواد
أما عن شكله الهندسي فقال السنوسي بنخاشن الأوجلي رئيس جمعية أوجلة للثرات “الجامع مستطيل الشكل ، يحيط به سور من جميع الجهات، تعلوه قباب مخروطية الشكل ، لغرض تشتيت أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف ، وكذلك منع تجمع مياه الأمطار في مواسمها و ربما لغرض الزخرفة والحصول على الاضاءة الكافيه والتهوية الكافية عبر الفتحات المنتشرة بها .. اما عدد القباب التي تغطي جزءه الأمامي تصل الى واحد وعشرين قبه، ويؤدي إلي الجامع ثلاثة مداخل، اثنين في الجانب الشرقي ، وآخر في الواجهة الجنوبية هذه الأبواب والمداخل ذات عقود نصف دائرية لها أبواب خشبية مصنوعة من جذوع النخيل .
أما المئذنة فهي ذات شكل مخروطي . وهي تشبه القباب غير أنها مفتوحة من أعلى ، وجاءت المئذنة مرتفعة من الأمام والجزء الخلفي أقل ارتفاعاً من الجزء الأمامي ، حيث أحتوى الجزء الأمامي من المئذنة على كوة ( نافذة مستديرة ) استخدمت للأذان، ويتم الوصول إليها عن طريق مدخل مستطيل الشكل عبر سلم يتكون من سبع درجات تقريباً.
المئذنة احتوت على مدخل أيضاً، وعلى جانبها الأيسر يقع درج أو سلم بداخل المئذنة يبلغ ارتفاعها الإجمالي (1.60 م) وعرضه (0.85 س) .
المسجد من الداخل
وأكمل السنوسي حديثه عن المسجد واصفا إياه من الداخل “يتم الدخول إلي هذا المسجد من الناحية الشرقية حيث توجد على يمين الداخل غرفة استخدمت لحفظ المصاحف وجلوس أمام المسجد قبل خطبة الجمعة، ويتكون بيت الصلاة من خمس بلاطات موازية لجدار القبلة وهذه البلاطات مقسمة من الداخل بواسطة مربعات تفتح على بعضها البعض بواسطة عقود نصف دائرية وهذه العقود بدورها تحمل القباب المخروطية والسطح ، كما ويوجد خلف بيت الصلاة صحن متسع يتم الدخول إليه من المدخل الجنوبي ومدخل آخر عبر البلاطتين الرابعة والخامسة .
أما المنبر فيتواجد بجانب المحراب مباشرة و يتميز بالبساطة ويتكون من خمس درجات بما فيها جلسة الخطيب . وإذا نظرنا إلي البلاطة الثانية نجدها موازية لبلاطة القبلة وهي تقودنا إلي المئذنة عبر مدخل بسيط يليه سلم بسبع درجات ، وهو بدوره يقود إلي المئذنة وتنقسم هذه البلاطة إلي خمسة مربعات ذات عقود نصف دائرية وهي تشبه مربعات البلاطة الأولى . أيضاً من الأشياء التي تميّز هذه البلاطة ( الثانية ) المشكوات التي تتخلل الجدار لوضع مصابيح الإنارة .
جمعية أوجلة للثراث تتبنى المكان
وعن جمعية أوجلة للتراث قال ” إن من اهدافها الاهتمام بالمعالم الاثرية بما فيها المساجد، وقد قامت الجمعية عدة مرات منذ سنة 2008م الى الان بترميم المسجد خاصة عندما تسقط الامطار الغزيرة حيث تسبب في مشاكل عديدة منها انجراف الطين من الجدران عند تسرب المياه داخل المسجد، وكذلك ما يحدث في كثير من الاوقات الانجراف للطين من خارج المسجد الامر الذي يؤدي الى حدوث تشققات في الجدران والسقف، كما أن الجمعية تقوم بترميم المسجد عندما يحدث ان كثير من الزوار بالقيام بالكتابة على الجدران الامر الذي يلوث المعلم، أما عملية التريف بالمعلم فان الجمعية لم تدخر أي جهد بالخصوص، حيث قامت بإصدار مطويات عديدة يتم توزيعها على السياح والزوار باللغتين العربية والانجليزية ، كما ان الجمعية تستقبل بشكل مستمر الطلاب الدارسين وطلاب الجامعات لتوفير المعلومات وكل ماهو مطلوب، اضافة الى ان الجمعية تساهم بنشر المعلومات عبر وسائل الاعلام مثل القنوات الفضائية والاذاعات المسموعة والصحف والمجلات المحلية والدولية وشبكة المعلومات حيث تم بالخصوص اجراء لقاءات ومساهمات للتعليف بهذا المسجد الاثري والتاريخي .
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…