حديث الثلاثاء
■ نوال عمليق
السفينة الغارقة وهدية الموج
وأخيرا نسدل الستار على السفينة اتلانتيك بيش ..وغرقة السفينة وتحققت مخاوف من غرقها ومن تلوث محيط السفينة بالزيوت والوقود، السفينة جنحت في مدخل ميناء طرابلس بسبب الأحوال الجوية واصطدمت بالصخور التي احدثت فيها فجوة في أسفل السفينة جعلت المياه تتسرب الى داخلها تم إنقاذ طاقم الباخرة الليبيرية البالغ 14شخصاً حاول فريق الإنقاذ بميناء طرابلس تقديم المساعدة ومحاولة إنقاذ السفينة ولكن الأحوال الجوية حالت دون ذالك وانسحب الفريق وترك السفينة تواجه مصيرها ..بقت السفينة في مكانها شهر ونصف وهي تغرق ببطئ ..
(المهم الي بنتكلم عليه) هو نتيجة غرق هذه السفينة نتيجة سقوط بعض الحاويات في البحر في يوم عاصف خرجت لنا مع الأمواج العاتية علب شامبو وصناديق مواد تجميل تقاذفتها الامواج على صخور شاطئ طرابلس .. وانا اعبر طريق الشط بالقرب من معيتيقة والأمطار تنهمر والرياح تكاد ترفع السيارة من الطريق شاهدة حشود من الناس تملأ الشاطئ في هذا الجو العاتي ..
هل أصبحنا رومانسيين لدرجة ان نقف على الشاطئ في هذا الجو ولكن كثرت الناس جعلني أشك وايضاً لاحظت ان الناس تبحث في الأرض والكل ينظر للأسفل ..زاد شكي في ان هناك شيء غريب يحدث قتلني الفضول هل أقف او اسأل او اذهب في طريقي ..طبعا فضولي الصحفي جعلني أتوقف واعرض نفسي لنزلة برد ..
لا يهم (فالبنادول) موجود في الأسواق ..نزلت وأنا ألملم نفسي من قوة الرياح التي كادت تلقيني في البحر وإذا بالصاعقة تنزل عليا، الناس تجمع محتويات السفينة الغارقة من شامبو وكريمات .. هل الشامبو والكريمات تستاهل ان يعرض هؤلاء الناس أنفسهم للمرض والبرد وهم يجمعون بقياها..
أم ان المواطن اصبح بحاجة الى اي شيء يأتيه مجانياً حتى لو كان علبة شامبو سعرها 6دينارات ..طبعا عندما وصلت للبيت وجدت مواقع التواصل تعج بأخبار الناس والشامبو ..كالعادة نحن نتسرع في الحكم من الوهلة الأولى ولم ارى احد من الناس تساءل ما الذي جعل هؤلاء الناس وفي مثل هذا الطقس ان يجازفوا بالذهاب وجمع ما يقع تحت أيديهم من مخرجات البحر التي كانت بمثابة هدية لهم ..
هل أصبحنا فعلاً بحاجة لأي شيء مجاني هل وصلنا لوضع مادي مزري ولم نعد نستطيع تأمين ابسط إحتياجاتنا ..هل طوال هذه الساعات لم يمر اي مسئول من طريق الشط ويرى المأساة بعينه ..لماذا لم نر احد من الكبار يكتب على (التوتير) الالم الذي أحسه من هذا المنظر .. لا استغرب لان هذا يوازي النساء النائمات على ارصفة المصارف والأطفال الذين اصبحو يملكون الإشارات الضوئية وهم يستعطفون المارة للقمت عيش وهكذا أصبحت حياتنا قصص نرويها ومأسي تكاد تصبح شيء عادي يمر علينا وتنتهي قصة السفينة الجانحة بغرقها وتنتهي قصتنا بانتظارما سيخرج علينا مع الموج في الأيام القادمة بعد ان تستقر السفينة في قاع البحر