كتاب الرائ

حول الثقافة والمثقف ( 2 – 3 )

محمد ابوالقاسم الككلي

حول الثقافة والمثقف ( 2 – 3 )

محمد ابوالقاسم الككلي
لم يمضى أكثر من قرن على ظهور الثقافة وبروزها كمسالة خاصة، وموضوع دراسة منفصل الذي يمكن القول إن تايلور يعد أول من تناول هذه المسألة في كتابه عن الثقافة البدائية، فقد رفض القول بوجود حالات ثقافية متنوعة، تبعا للأمكنة والأزمنة ،وتأخذ بفكرة وحدة الحالة الثقافية، بمعنى أن كل ما يتبدى في حياة شعب من الشعوب هو ثقافة، اللغة، الأساطير، الطقوس، الاحتفالات الخ جميعها تشكل الواقعة الثقافية .

ولعله من الصعب التمييز بين ما إذا كان مفهوم الثقافة يتماهى مع مجمل النظام الاجتماعي الذي تقوم عليه الثقافة، وبين ما إذا كان يشكل قواما خاصا في المجتمع، ذلك أن التحليلات التي تتناول هذا المفهوم تبدو غير متجاوبة مع مطلب التعريف الدقيق للوظيفة الاجتماعية المنوطة بالثقافة، لأن تعابير مثل الحياة والمجتمع والثقافة غالبا ما تستعمل كمترادفات، لكن في الحالة المعينة التي يؤخذ فيها مفهوم ثقافة بمعنى التقدم الفكري والعلمي حصرا ينتفي معناه كصورة إجمالية لحضارة مجتمع معين، أو كمرادف لها، بل يصبح دالا على في مستوى الرقي  .

يقول فرانسيس فوكاياما في كتابه ” الفضائل الاجتماعية وتحقيق الازدهار ” أن رأس المال الاجتماعي الذي يشكل محور الثقة الأساسي، والعامل الحاسم في الحفاظ على سلامة الاقتصاد يستند إلى جذور ثقافية، وللوهلة الأولى نرى مفارقة عجيبة في علاقة الثقافة بالفاعلية، ذلك أن الثقافة غير منطقية إطلاقا في جوهرها وطريقة نشرها، بل قد تبدو محيرة كموضوع للدراسات العلمية، ويعتبر علماء الاقتصاد أنفسهم أكثر علماء الاجتماع واقعية حين يمقتون التعامل مع مفهوم الثقافة، فهو غير قابل للتعريف البسيط، وبالتالي لا يمكن أن يشكل اساسا لنموذج واضح للسلوك البشري، كما هي حال البشر ”  كدعاة عقلانيين إلى الحد الأعلى للمنفعة  “.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button