حول الغيبة
محمد ابوالقاسم الككلي
ليس ثمة شك في ان انتشار النميمة والغيبة والحقد والحسد والكراهية في المجتمع زادت من تعميق الأزمة على المستوى الأخلاقي والاجتماعي، وكانت من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات الانحراف على مختلف المستويات ‘
والغيبة أحد الأمراض الاجتماعية وقد انتشرت على نطاق واسع دون إدراك خطورتها وآثارها في حياتنا وما تسببه من فرقة وفتنة بين الناس ‘
الغيبة حرام شرعا لقوله تعالى [ ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ] وفي هذا تشبيه بليغ ويعني إذا كنتم تكرهون اكل لحم اخيكم ميتا، عليكم تجنب ذكره بالسوء إذا كان غائبا ‘
وذكر عن أبى إمامة الباهلى انه قال : أن العبد ليعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها، فيقول : يارب، من أين لى هذا ؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر ‘
وذكر عن إبراهيم بن أدهم انه أضاف أناسا، فلم قعدوا على الطعام جعلوا يغتابون رجلا، فقال لهم ابراهيم : أن الذين قبلنا كانوا يأكلون الخبز قبل اللحم، وانتم بداتم باللحم قبل الخبز ‘
قال عليه الصلاة والسلام [ أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : إذا ذكرت أخاك بما يكره فقد اغتبته، قيل : أرأيت أن كان في اخي ما اقول : قال : أن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ] يعنى قلت فيه بهتانا، الحديث صحيح مسلم 2589 -4 وغيره ‘
وعن أبى سعيد الخدري أن النبى صل الله عليه وسلم قال [ ليلة اسرى بى إلى السماء مررت بقوم يقطع اللحم من جنوبهم، ثم يلقمونه، ثم يقال لهم : كلوا ما كنتم تاكلون من لحوم اخوانكم، فقلت : ياجبريل من هولاء ؟ قال : هولاء من أمتك الهمازون اللمازون ] يعنى المغتابين للناس ‘ صحيح احمد 224-3، وابوداود 4778، وابن أبى الدنيا في الصمت 165، والالباني في السلسلة الصحيحة 533 ‘
وقال بعض الحكماء : أن ضعفت عن ثلاث، عليك بثلاث : أن ضعفت عن الخير، فامسك عن الشر، وان كنت لا تستطيع أن تنفع الناس فامسك عنهم ضرك، وان كنت لا تستطيع أن تصوم فلا تأكل لحم الناس – أي – لا تغتابهم ‘
وعن يحي بن معاذ الرازي قال : ليكن حظ المؤمن منك ثلاث، لتكن من المحسنين :
الأولى : انك أن لم تنفعه فلا تضره
والثانية : أن لم تسره، فلا تغمه
والثالثة : أن لم تمدحه فلا تذمه
أن الغيبة ونهش أعراض الناس من الكبائر وهي من صفات النفوس الخبيثة والواجب علينا صدهم وردعهم حتى لا نساهم في نشر الفتنة بين الناس