خطوات مُتقاربة على درب المُـصالحة الشاملة :
عـام عـلى تـوقيع ميثاق الصُـلح بين تـاورغاء ومـصراته
مُـتابـعـة / عـاشور صـالـح شـكوي
صادف يوم أمس الإثنين الثالث من يونيو .. مرور الذكرى الأولى على توقيع ” وثيقة ميثاق الصُلح بين تاورغاء ومصراته .. بحضور مسؤولين حكوميين وعـدد من عُمداء البلديات ومجالس الأعيان والقبائل الليبية ومُنظمات المُجتمع المدني.
وتعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها مدينة مصراته إجتماعاً كبيراً يتعلق بملف يعتبر أحد الملفات العالقة ..التي أُستخدمت لأغراض سياسية .. من أجل المُتاجرة بالملف لمصالح جهوية وقبيلة.
————————————————
نص الميثاق
وأكّد الميثاق على العمل من الطرفين على طي صفحة الماضي وتحقيق التعايش السلمي وحسن الجوار وحفظ السلم الأهلي والمُجتمعي والأمن والإستقرار .. وإعلاء شأن الدولة ومؤسساتها واحتكارها دون غيرها لشؤون وحفظ الأمن.
وأوضح نص الميثاق .. أن هذا الميثاق يهدف إلى تحقيق مقاصد الشريعة المُتمثلة في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال من خلال رفع حالة النزاع وقطع سُبل الخصومات .. مُشدداً على أن يكون القضاء الليبي دون غيره هو المُختص بالنظر في كافة المُنازعات التي حدثت أو قد تحدث في المُستقبل.
ودعا الميثاق .. إلى عدم تعميم الأفعال والجرائم التي ترتكب من بعض الأفراد .. وتُحسب على مُرتكبيها .. لأنها أفعال شخصية ولا تخل بهذا الميثاق .. وفق ما ورد في الميثاق .
وطالب الميثاق وفقاً لأحكامه .. من أهالي تاورغاء التنسيق مع مصراتة في كافة المواقف والقرارات ذات المصلحة العامة والمُشتركة .. وعدم الدخول في أي تحالفات تضرْ بمصلحة الوطن وأمن مصراتة وتاورغاء .. وعدم إيواء المطلوبين للعدالة أو المُنتمين إلى أي جماعات أو تنظيمات إرهابية أو مُتطرفة أو ذات توجهات فكرية مشبوهة أو التستر عنهم.
ونص الميثاق .. على تعاون أهالي تاورغاء في البحث عن المفقودين والإرشاد إلى مقابرهم .. وتقديم أي معلومات تُساعد في التعرّف على مصيرهم .. وذلك بالتعاون مع الجهات المُتخصّصة للبحث عن المقابر الجماعية والمفقودين داخل تاورغاء .. إضافة إلى وقف الحملات الإعلامية والتصريحات والبيانات والتظاهرات التي من شأنها تأجيج نار الفتنة .. على أن يقوم الطرفين بإتخاذ كافة التدابير للرد على هذه المواقف.
وأشار الميثاق .. إلى استمرار المجلس المحلي الحالي لتاورغاء بصورة استثنائية ومؤقتة في مُمارسة مهامه إلى حين إتخاذ الإجراءات الإدارية الّلازمة من قبل السُلطات المعنية لعودة منطقة تاورغاء إلى الوضع الإداري السابق.
وعن ترتيبات الدخول إلى تاورغاء .. أشار الميثاق إلى ضمان الدخول لمن كانوا مُقيمين إقامة فعلية اعتيادية بمنطقة تاورغاء قبل (ثورة 17 فبراير) .. ممن يقرّون بما ورد بهذا الميثاق وبنود الإتفاق الموقّع بين الطرفين في 2016 .. والتعهّـد بالإلتزام بما ورد بهما .. مُشترطاً على تولي المنطقة العسكرية الوسطى ومُديرية أمن مصراتة وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لضمان الدخول الآمن.
كما أكّد الميثاق .. على الدخول تدريجياً إلى المواقع التي تُحدّد في تقارير رسمية من جهات الإختصاص في مجال البحث عن المفقودين ونزع الألغام وعلى التزام الجهات التنفيذية المسؤولة في الدولة الليبية بالإيفاء بما رتّبه عليها الإتفاق الموقّع بين الطرفين من التزامات.
وشدّد الميثاق .. على استمرار العمل بالإتفاق الموقّع بين الطرفين في 31 أغسطس 2016 .. والمُعتمد والمُصادق عليه في 19 يونيو 2017 .. على أن يتم الإلتزام بتنفيذ بنوده وفقاً للترتيب الوارد به .. مُشدداً على الرجوع إلى هذا الميثاق في تفسير ما جرى الإختلاف عليه من مواد الإتفاق.
اعتراض .. ولكن ؟!
ورغم اعتراض مكونات من تاورغاء على بعض بنود ميثاق الصُلح بين تاورغاء ومصراتة .. على اعتبار أنها لا ترتقي إلى المبادئ المُتعارف عليها .. إلّا أن مُمثلين عن تاورغاء شاركوا في التوقيع على ميثاق الصلح هذا مع مصراتة.
إتفاق تاريخي :
وقد أدلى العديد من المسؤولين بعد التوقيق على الميثاق بتصريحات عكست ترحيبهم بهذه الخطوة وسعيهم على تطبيقها على أرض الواقع.
حيث قال رئيس المجلس المحلي تاورغاء ــ السيّد “عبد الرحمن الشكشاك”
..”حضرنا هنا إلى مصراتة لإبداء حُسن النيّة والتوصّل إلى إتفاق يخدم مصالح المدينتين”.
واضاف: “الخطوة القادمة ستكون العمل على إعادة النازحين إلى مدينتهم تاورغاء وتهيئتها .. ونسعى إلى التعاون مع الجميع لتفعيل هذه الخطوة”.
وأوضح الشكشاك.. بإن جميع المكونات الإجتماعية لمدينة مصراتة رحّبت بعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم .. وإنه من هذه اللحظة يُمكننا القول بأننا وصلنا اليوم إلى نهاية هذه الأزمة.
واشار رئيس المجلس المحلي تاورغاء .. أنه كانت هناك خلافات على بعض بنود ميثاق الصُلح .. ولكنّ تدخل الأخوة في ترهونة والنواحي الأربعة أسفر عن نتائج إيجابية بشأن إنهاء الخلافات وعودة الأهالي لمدينتهم.
وقال رئيس ديوان بلدية مصراتة السيّد ــ ” أسامة بادي” ــ نُرحّب بعودة أهالي تاورغاء من الآن إلى مدينتهم وخاصة الموجودين في مُخيّمات في قرارة القطف قُرب منطقة بني وليد”.
وأعتبر بادي أن التوصّل إلى إتفاق بين مصراتة وتاورغاء يعـد ” تتويج للجهود المبذولة من الصادقين .. وخطوة مُهمة في طريق تحقيق المُصالحة الوطنية الشاملة .. وإعلان وطني للدخول في مرحلة جديدة يُحكمها مبدأ حسن الجوار”.
وبخصوص مسألة ضمان العودة الآمنة لأهالي تاورغاء .. قال بادي : إن “الضامن هو تطبيق الإتفاق الموقّع بين المدينتين .. وإحترام تراتبية وأولوية بنوده .. ووفاء الدولة الليبية بالتزاماتها المنصوص عليها في الإتفاق .. وأهمها الترتيبات الأمنية”.
عـــودة الــحــيــاة
ودخلت مدينة تاورغاء بعد التوقيع على وثيقة الصُلح مع مصراته .. في سباق محموم مع الزمن من أجل إعادة الحياة في ربوعها .. بعد أكثر من 8 سنوات من النزوح.. وتحوّل المدينة إلى إطلال.
وعلى الرغم من الدمار الذي عليه المدينة .. إلّا أن هذا لم يمنع الأهالي من المُضي قُدماً في طريق العودة .. حيث توافـذ أهالي تاورغاء على مدينتهم ــ وتفقّدوا بيوتهم ومُمتلكاتهم .. وأطلعوا على الأوضاع التي آلت إليها مدينتهم.
زيـــارات مــيـدانـيــة
وخلال النصف الثاني من العالم 2018 ــ كانت تاورغاء محط إهتمام حكومة الوفاق ــ والمؤسسات التابعة لها ــ وقد أصدر رئيس المجلس الرئاسي تعليماته بالخصوص إلى الوزارات الخدمية بالعمل من داخل تاورغاء والوقوف على ما تحتاجه المدينة من خدمات ضرورية وأساسية تُساعد الأهالي على العودة والإستقرار فيها .. وزار المدينة العديد من الوزراء والوكلاء بحكومة الوفاق .. كما زارها رئيس البعثة الأممية لليبيا السيّد ــ”غسان سلامة”.
عــلـى أرض الــواقــع
وفي السياق ذاته ــ شهدت تاورغاء في الفترة التي تلت توقيع وثيقة ميثاق الصُلح مع مصراته ــ عمل بعض الشركات والأجهزة واللجان والمُنظمات الحكومية على أرض الواقع .. ومن بينها الشركة العامة للكهرباء .. التي بدأت العمل على توصيل التيار الكهربائي للمدينة منذ يونيو الماضي ــ ومُنظمة حقول حرة ــ التابعة للمركز الليبي لمُكافحة الإلغام وزالة مُخلفات الحرب ــ وفريق الهيئة العامة للبحث والتعرّف على المفقودين .
كما باشر “جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية” ــ مُهمة حصر المباني المُتضرّرة بتاورغاء من خلال عدد من المكاتب الإستشارية التابعة له .
وكان المجلس الرئاسي قد أصدر في يونيو 2108 القرار رقم (115) لسنة 2018 بإسناد إختصاص لـ”جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية ” بشأن حصر المباني المُتضرّرة أو المُدمرة كُلياً بتاورغاء وفقاً للأُسس والضوابط المنصوص عليها بالقرار رقم (271) لسنة 2012 .
وقام وزير الداخلية المفوّض بحكومة الوفاق ــ السيّد ـ”فتحي باشا آغا .. في شهر فبراير 2019 بإفتتاح مركز شرطة تاورغاء في حفل رسمي أقيم بالمُناسبة .
نـتــائـج مـلـمـوسـة
ومن النتائج الملموسة على أرض تاورغاء والتي تُشير إلى عـودة الحياة بشكل تدريجي إلى المدينة ــ إفتتاح مستشفى تاورغاء المؤقت .. كما تم إفتتاح مدرسة “نداء السلام” للتعليم الأساسي والثانوي ــ ويُدرس بها عدداً من أبناء العائلات التي إستقرت بالمدينة .. وقام مكتب الخدمات العامة بتاورغاء بفتح المسارات وإزالة السواتر التُرابية من وسط المدينة ..كما يقوم بعمليات الرش للقضاء على الحشرات الضارة مثل ذبابة الرمل.. المُسببة لمرض “اللشمانيا” .
وفي نهاية أكتوبر الماضي تمت إنارة مدينة تاورغاء بالكهرباء بعد شحن محطة التغدية المُتنقلة .. وهو عمل أشرفت عليه ” الدائرة الوسطى” ومقرّها مصراته .
كما شهدت تاورغاء إقامة عرس جماعي أشرف عليه مكتب الزكاة بتاورغاء .
عـودة النشاط التجاري
كما بدأت المدينة تشهد عـودة للنشاط التجاري من خلال فتح بعض المحلات التجارية التي توفر الإحتياجات الأساسية من المواد الغدائية والسلع التمونية للعائلات المُقيمة .
إســتـتــبـاب الأمــن
وتشهد مدينة تاورغاء حالة من الإستقرار الأمني ــ حيث تتولى مُديرية أمن مصراته ــ والمنطقة العسكرية الوسطى بسط الأمن في المدينة .. بالتعاون مع لجنة أمنية من تاورغاء .. وسط تجاوب كبير مع الأهالي .
ولم يتم تسجيل أية خروقات أمنية بالمدينة .. وتتولى العناصر الأمنية هناك تقديم كافة المُساعدات والتوجيهات الأمنية للأهالي .
وبعد إفتتاح مركز شُرطة تاورغاء باشر رجال الشرطة بتاورغاء مُهمة إدارة الأمن بالمدينة وتسيير الدوريات على الطريق الساحلي وداخل أحياء المدينة. .
كما تتواصل أعمال الصيانة بمركز “تجييش” تاورغاء ليكون مقراً للأفراد العسكريين النظاميين من تاورغاء الذين قرّروا العودة إلى مدينتهم.
أسباب عدم العـودة
ويتواجد حالياً بتاورغاء ما يقرب من 200 عائلة من أصل ما يزيد عن 7400 عائلة .
أما الغالبية العظمى من الأهالي فهم يتوافذون على المدينة في أيام العطلات الرسمية والأسبوعية .. ويُعللون عدم عودتهم النهائية إلى المدينة بسبب عدم توفر الخدمات الأساسية والغياب التام للبنية التحتية .
كما يبرز ملفين آخرين يُعرقلا العـودة الطوعية الآمنة لأهالي تاورغاء إلى مدينتهم ـ وهما ملف جبر الضرر للطرفين ــ وملف البحث عن المفقودين .
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…