راية الوطن
عبدالحكيم القيادي
لكل دولة علم ولكل علم حكاية فالعلم ليس مجرد قطعة قماش وألوان وأشكال تهب عليها الرياح ، وإنما هو تجسيد للسيادة على الوطن والاستقلال عن كل ما سواه فهو رمز يختزن داخله تاريخ وحضارة فكلنا نحيا للعلم رمز الوطن عندما يرفرف تخفق معه القلوب وتهفو إليه الأرواح ويعد حمله ورفعه عالياً شرفاً لحامله فما أجمل أن نرى علم بلادي يرُفع في المحافل الدولية ويرفرف عاليا .
أن طبيعة الاعلام نفسها لها امتداد تاريخي منذ الزمن القديم جدا ، فقد استخدمته الإمبراطوريات في المعارك لتمييز جيوشها وانتشرت فكرة رفع الرايات والأعلام قديما ايضاً في بلاد الهند والصين حيث اختُرع العلم ، ويعد العلم رمزاً للسيادة الوطنية ودليلاً على استقلالها ووحدة أراضيها فأخذ يتطور عبر السنين والحقب ويستأثر بأهمية كبيرة ويلعب أدوارًا متعددة ولكل دولة راية تميزها عن غيرها من الدول ، وقد ظهر علم ليبيا بشكلها الحالي منذ استقلالها على المستعمر الإيطالي ، فالراية والشعار اللذان يُعبّران عن الوطنية والانتماء وهما الخيمة التي يستظلّ بظلها اسم الوطن ، وواحة تأوي القلوب والأفئدة ، فمجرد رؤيته يُرفرف عالياً يشعر المرء بأنّ وطنه بخير وسنداً قوياً يحمي ظهره ، لذلك يتخذ المواطنون في مختلف دول العالم من العلم رمزاً لانتمائهم وحبهم لوطنهم ، فيتخذون منه رسوماً تزيّن بيوتهم وسياراتهم وقد يُعلقونه في صدورهم أيضاً كقلادةٍ ، فقيمته المعنوية عميقة جداً لا توازيها أي مكانة ، وتحتفل العديد من دول العالم بيوم استقلالها فهو يُمثل حلقة الوصل المعنوية بين المواطن وبلاده ، فليس عجباً أن ترتفع الأعلام في الشوارع وترسم في كتب المناهج الدراسية ليكبر الجيل القادم على حبه والانتماء إليه ولكن هناك شيء يجب أن نستوعبه وننتبه إليه وخاصة نحن في ليبيا فأعلام الدول هي رموز لديها دوافع وطنية متنوعة وواسعة النطاق وتعد إهانة علم الدولة إساءة لكرامتها ، فنقوم نحن في كل مناسباتنا الوطنية برفع الرايات والزينة ونحتفل بالمناسبة وهذا شيء نعتز به ولكن ما يحدث بعد ذلك اليوم هو المأساة بتركنا هذه الراية التي ضحينا من أجلها ملقى في الشوارع معرضة للعوامل الطبيعة المختلفة واستهتار البعض بها بعد ان تقع من أماكنها المعلقة بها وتداس بالسيارات على مرمى ومسمع من الجميع ناهيك عن تغير ملامحها إلى غير ذلك من المواضيع فنأمل من اللجان المسئولة عن هذه الاحتفالات بتجميعها بعد ان تتم مراسم الاحتفال حفاظاً عليها وعلى قيمتها المعنوية واستعمالها في مناسبة اخرى بدل ان تهدر الاموال للشراء من جديد وترك المجال لأصحاب النفوس الضعيفة للسرقة باسم الوطن . وأخيراً اقول عشت يا علم بلادي شامخاً رمزاً للعزة والكبرياء عشت شامخاً في هذا الوطن المعطاء .. ويا شباب وطني احرصوا على رفع علم بلادكم دوماً من خلال ما تحققونه من إنجازات فبالعمل الدؤوب لخدمة الوطن ووفاءً له ، فالأوطان لا تبنى إلا بأبنائها الشرفاء المخلصين .