إختصار
استقال ام اقيل؟ مريض ام يتمارض؟ نجح ام فشل؟
المحصلة في النهاية واحدة!
غسان سلامة لم يعد ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيسا لبعثة الدعم، بعد سنتين ونيف قضاهما وهو يحاول إصلاح ذات البين بين الأطراف الليبية، بعد ان كان قد قطع شوطا طويلا في محاولات مستميتة للتقريب بينهم والتخفيف من حدة التنافر، نجح احيانا ولم ينجح في احيان اخري!
ماهي الأسباب التي أدت بالرجل إلى ان ينسحب من المشهد الليبي وهو بالكاد تمكن من لملمة أطراف النزاع وانطلاق العمل في المسارات السياسية والاقتصادية التي اقرتها الامم المتحدة للحل في ليبيا؟
لابد هنا لنا ان نعترف ان اولي الأسباب التي دعت سلامة للانكفاء من المشهد الليبي وقوعه بين مطرقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن و سندانهم ، فلا يخفي على المتابعين للشأن السياسي حدة الاستقطاب داخل المجلس وتباين المصالح بين أعضائه وهناك دول منغمسة انغماسا كاملًا في المشهد الليبي وعملت وتعمل على عرقلة اي محاولة للتقريب بين الليبيين و وضع حد للنزاع ما لم يتماشي مع مصالحها ، نظريا الدول الأعضاء في المجلس وبعض الأطراف الدولية والإقليمية تعلن تأييدها لمساع الامم المتحدة لإيجاد حل سلمي للازمة الليبية وهو ما أعلنه سلامة اكثر من مرة ، وعمليا هذه الدول متورطة تورطا تاما في تأجيج الصراع من خلال توالي وصول الدعم العسكري جوا وبحر رغم تأكيد مؤتمر برلين على ان المجتمع الدولي سيضع حدا لهذه الخروقات التي ستفاقم من الأزمة .
ورغم مضي أسبوع على استقالة سلامة ، لا تزال حالة الترقب هي السائدة على المشهد ، في ظل استمرار المشاورات حول اختيار بديلا له ، وتلك حكاية مملة اخري ، هذا الاختيار يحتاج لتوافق بين كبار مجلس الأمن و ( الكناين) ورغم سعي دول إلي ان تواصل نائبة سلامة الأمريكية ستيفاني ويليامز المهمة بحكم خبرتها من خلال عملها في البعثة ، الا ان بعض المراقبين يرون ان ذلك مستبعد وسترفضه بعض الدول ، ولنا في رفض الولايات المتحدة لتعيين سلام فياض كرئيس لبعثة الدعم في ليبيا اقرب مثال على الصداع المنتظر ، فلكل دولة حساباتها .
وبعد ان رفع سلامة رايته البيضاء ما علينا الا ان ننتظر ما سيتوافق عليه الكبار، هل سيعمدون لاختيار شخصية جديدة ام ستواصل ويليامز عملها بالإنابة.