بإختصار
كثيرون هم الذين تحدثوا يوم الإربعاء في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة الليبية ، إلا أن الإحاطة الدورية التي تقدمت بها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا ستيفاني وليامز، تظل الأبرز رغم ان هذه الإحاطة لم تختلف عن الاحاطات التي تقدم بها سابقها الدكتور غسان سلامة وآخرون في تناولهم للأزمة الليبية، الجديد فقط هو الحديث عن الوضع الكارثي الذي نتج عن تفشي جائحة كورونا في البلاد وفشل وزارة الصحة في الحد من تبعاتها على المواطنين ) ، وجاءت هذه الاحاطة لتؤكد على حجم تخبط الامم المتحدة والمجتمع الدولي في التعاطي مع الأزمة الليبية ، والاكتفاء برصد ومتابعة لأخر التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية واعداد تقارير تشير الى استمرار تدفق الاسلحة لطرفي الصراع من الدول الداعمة لكليهما دون اتخاذ خطوات عملية للحد من ذلك ، سواء بالضغط على هذه الدول او تفعيل ودعم آلية المراقبة ( آيريني ) التي ولدت ميتة ، ومقررات مؤتمر برلين التي ظلت حبيسة الادراج .
ومع ان ويليامز اشارت في إحاطتها إلي ان البعثة قد عقدت خمس جولات للجنة العسكرية المشتركة بدء من 8 يوليو وإن (الاختلافات في الآراء وانعدام الثقة بين طرفي اللجنة لا تزال بارزة ) فإنه كان عليها أن تشير الى جهودها وجهود البعثة من اجل إعادة بناء الثقة ، وهي اجراءات بسيطة وغير معقدة كان من الممكن التأسيس عليها واشرنا إليها عديد المرات تبدأ من قرار صريح بوقف الحملات الاعلامية ووضع حد لخطاب الكراهية الذي تقف وراءه قنوات ليبية ممولة من الخارج ، وكذلك اخري غير ليبية، اضافة لصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين والاسري لدي الطرفين في توطئة لانطلاق حوار داخلي سياسي شامل يضم كل الاطراف المعنية بالازمة برعاية اممية .
في ختام احاطتها التى بينت عمق المأساة التي يعيشها الشعب الليبي وجهت ويليامز رسائل واضحة ، واضعة النقاط على الحروف اهمها حول الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدد من المدن الليبية الأسبوع الماضي، والتي اشارت الى انها جاءت للتعبير عن غضب الليبيين حيال نقص الخدمات الأساسية والانقطاع المستمر للمياه والكهرباء واستشراء الفساد، وحدوث خروقات أمنية،داعية الى احترام حق التظاهر السلمي واطلاق سراح المحتجين السلميين .
وتظل الرسائل التى وجهتها ستيفاني من خلال احاطتها الى مجلس الامن واضحة وضوح الشمس ، وهي دعوة الى السلطات لمحاولة معالجة الامر قبل ان تخرج الامور عن السيطرة .