دبابيس
اشتهر الامريكيون برعي البقر كما اشتهروا بتصنيع حاملات الطائرات والتقنيات العسكرية المتطورة ، التي جعلت كل دول العالم تهابها وتخشاها حد الانصياع ، كما اشتهر العرب في الثرثرة عن قوة تلك التقنيات تارة ، وشتم الامريكيين بوصفهم رعاة بقر، أو شعب هجين فوضوي تارة اخرى ، فيما ترفع اخرون عن ذلك ، وتفرغوا لدراسة سلالات الإبل و وصف جمالها شعراً ونثرا.
لم يكتب في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ، أن شوهدت قطعان الابقار تتجول بكل اريحية في شوارعها الرئيسية ، حتى في ساعات الليل المتأخرة ، التي تخلوا فيها الشوارع من البشر ومن الحركة المرورية ، وهو أمر بعيد الاحتمال في المدن الامريكية الحية ، الا انها لم تسجل حتى في الريفية منها والتي اشتهرت بكثرة مراعي الأبقار .
ذاك الشعب الفوضوي لم يبرع فقط في الصناعة والعمران والتقنيات والتسليح وعلوم الفضاء، بل حرص على تنمية انتاج ثرواتهم الزراعية والحيوانية ايضاً ، محافظين على حرفة الاباء المؤسسين حتى صارت الولايات المتحدة الامريكية أول دولة في العالم في انتاج وتصدير الأبقار واللحوم ومشتقاتها ، و بلغ حجم صادراتها من لحوم البقر 19.6% من اجمالي الانتاج العالمي ، ناهيك عن انتاجها من الدواجن ومشتقاتها وحجم صادراتها منه الى مختلف دول العالم وعلى رأسها اوروبا .
في ليبيا والبلاد العربية بشكل عام نتباهى ونتفاخر بعدد رؤوس الإبل وبقية المواشي التي استهلكت على موائد افراح عائلة فلان ، ونتحدث ربما لأسابيع عن طعم ذلك اللحم ” على مفاصله” وكرم صاحب الوليمة الذي لم يذخر جهداً لإطعام الفقراء والمساكين طيلة اسبوع الفرح .
الثروة الحيوانية في ليبيا وجدت لتلتهم فقط ، حتى بات السكين يطال صغار المواشي قبل كبارها ولا مجال للتكاثر والتطوير ، ولم يعد فيها لا مراعي ولا رعيان ، ولم يبقى سوى تاجر يشتري من هذا ليبيع لذاك ، حتى يشتد عوده فيدخل مجال الاستيراد بكميات ضخمة ، فلم التعب والمشقة في التربية والرعي طالما المكسب مضمون والتكلفة اقل بكثير و”جيبوتي ليست بعيدة “.
وبما أن “المكسب والخسارة” من اوليات التاجر ، فمن الطبيعي ان يحاول بقدر الامكان الالتفاف على المصاريف ليزيد من احتمال المكسب ، ما أوصل ببعضهم سامحهم الله الى حد الاستهتار والضرب بالقوانين والاعراف عرض الحائط ان وجدوا لذلك من سبيل ، فباتت كل السبل متوفرة حتى في طرق نقل الإبل ، حيث ان الرقيب أمسى يخلد الى فراشه مبكراً حفاظاً على صلاة الفجر، فيما تنعم قطعان الإبل بممارسة رياضة المشي ، وسط اكبر شوارع العاصمة ، ليتنعم راعيها بتوفير تكاليف نقلها مسافة اربعون كيلومتر غرباً .
في ليبيا فشلنا في الحفاظ على ثروتنا الحيوانية وتطوير انتاجها ، بشكل يؤهلنا لأن نكون بلداً مصدراً ينافس الدول الرائدة في هذا المجال ، رغم انها ليست بأفضل حال منا من حيث الظروف المناخية والمساحات الرعوية وغيرها من الاحتياجات ، إلا أنها نجحت في تطوير انتاجها و صارت قبلة المستوردين من تجار مختلف دول العالم ومن ضمنها ليبيا ، ولكننا بالمقابل لم نفشل ابداً في اختيار الطريق الاسهل والاقصر لتحصيل المكاسب المادية الخاصة ، ولتذهب الثروة الحيوانية الوطنية والصالح العام إلى الجحيم ، واخفقنا في أن نكون حتى “مجرد رعاة ” .
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…