رهان خاسر !
باختصار
عصام فطيس
في لقاء لها مع قناة الوسط تتحدث المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ،السيدة “ستيفاني وليامز” بثقة تامة وتقول أن لديها خطط ؛ A B C ، لمعالجة الأوضاع في ليبيا بعد التأجيل الأخير للانتخابات البرلمانية و الرئاسية ؛ ولا ندري من أين تنبع هذه الثقة خاصة وان المشهد بصفة عامة تكتنفه الضبابية وتغير التحالفات بين أطرافه فأعداء الأمس أصبحوا حلفاء وحلفاء الأمس أصبحوا أعداء ؛ وذلك لم يأت من فراغ بل هو محصلة للتقارب الإقليمي الذي حدث بين الدول المتورطة في الصراع الليبي ؛ وإلا كيف نفهم إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في طرابلس وتواجد السفير التركي في بنغازي وتصريحات عن قرب عودة الرحلات بين بنينا واسطنبول ! وعلى رأيهم حتحات على ما فات ؛ الذي هو مبدأ من مبادئ السياسة الدولية !
“ستيفاني” تسعي بقوة لقطع الطريق على التحركات الجارية في الساحة وهي ترى أن هذه التحركات تهدف لإسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة ستؤدي إلى إطالة أمد الفترة الانتقالية ولم تخف عدم ثقتها بالطبقة السياسية وذلك بحكم خبرتها في التعامل معها .
ورغم هذه التصريحات التي صورت السيدة ويليامز نفسها على أنها المايسترو الرئيس في الأزمة الليبية إلا أنها تستدرك وتترك الأمر لليبيين ! ولم توضح أي ليبيين هل تقصد الديناصورات الذين لم يتركوا اخضرا أو يابسا منذ العام 2011 ونهبوا كل شيء متحالفين مع الشيطان والقوي الخارجية في سبيل تحقيق مصالحهم ؛ فهؤلاء لا دين ولا ولاء ولا انتماء لهم ؛ أم أنها تقصد أولئك البسطاء الذين طحنتهم ظروف الحياة اليومية وسعي لم يتوقف بحثا عن لقمة عيش وستر ومشاكل ليس أول ولا أخر !
فرق كبير جدا بين هؤلاء و أولئك ؛ وإذا كان رهان “ستيفاني” مستمر على طبقة وصفها المبعوث السابق للامين العام للأمم المتحدة في ليبيا السيد غسان سلامة بأنها فاسدة ؛ وطبقة من اللصوص ؛ وهي وصفتها بطبقة “الكليبتوقراط” وما إدراك ما المليتوقراط ؛ فرهانها رهان خاسر ؛ وستستمر ليبيا في دفع الثمن !