سارق أمين
ساري بين طقوس الهيام ومسالك العارفين، يحترف إيقاظ مشاعل الأمل التي يوقدها الإنتباه، ذاك الذي يعتنق عقيدة الصبر وبرغم كل الأسى المحيط بتداول ملفاته الشائكة ونفقات الفصائل المارقة وزيغ العمائم النائمة وعوائد السفك البائسة ودعائم الإدانة العائمة وتسويات الأئمة الرخيصة وغزوات الباطل المرخصة وأهازيج النعرات الزائفة ومصير الوعكات الملتهبة وتظاهرات الشتائم المبتذلة وخردة الأفكار الرثة يبقى عزاؤه في الهزائم أن العوائق فوائد على مائدة الزمن، ناعمة حد الترف ومتطرفة تقارب الأرق المستبد وبين وجع غافي يستأصل من الأنين حرقته بثلاوة التأمين على دعوات صامدة، ووعي يتحين الفرص لمناظرة التسليم وينتهز ترويع المصائب لتقوية عزائم التحمل وفضائل الجلد لتضميد الجراح المفخخة يقام الإحتفال بين ظهراني الإنتماء خاصته وكل القرائن تشير إليه ببنان الإمارة على نبض القلب، وفي قلعة النفس الدافئة يتلقفه الحنان بنسماته ويسافر به أركان الود جيئة وذهاب، رحاله تستقل جناح الروح وتستأنف ثورة الشوق بين الضلوع بلا دجل وتستنسخ
من الوله فحوى تجلياته فيشرب نخب الهوية في كأس الإلتحام همزة وصل يكتمل فيها نصاب المحبة، ومهره الدهر يقيم به الحجة على فتوى الإنتساب عارية الإستحقاق وبين التيه المقيم في ذهاليز واقعه، والذي زجت به النخب الحاكمة بإلحاح مفرط في يوميات العامة وزحام التأويل لكينونة أوضاعه المفعمة بالتناقض والتطابق يدون الحُلم تغريدة خالدة تخترق بأس طبقات الجمود ونزوة حلقات النفوذ وتفرعات طرقات الشتات ومجون طلقات الجنون المنهكة لتكون بمثابة تأثيت لتباريح الوقت بالنغمات التي تنتدب ألحان الحياة الملهمة وتبدد لائحة الهوان المتاخمة لحدود اللأمقبول واللأمعقول سارق أمين إنتزع من وقتي عقارب ساعته فأرداه مبهم بلا وجهة تؤويه، هائم في ملكوت الزمن تداخلت خفقاته، ويكأنه محاط بتعاويذ التنويم التي أخذها وألقاها في بحر لجي عميق بلا قاع، لتصل إليه وتستقر في رحابه معلقة بين البينين، ومشتتة الإتجاه ويومها بلا توثيق يلملم فجوته التي فقدت حتى إلتحام الضرورة فيه لمرتين، والمسبار ضاع مني مرة ذات دوار أصاب رأس الحكمة باستنشاقه ولم يؤخذ مني عنوة سقط بغفوة عفوية، فغرق في فوضى التمرد المنسوبة إليه فهذا البحر ينقصه شاطئ يكمله، ولكنه إلتقط الغنيمة بفرح غامر، هدية طوت عداد اللحظات وركبت ظهر التجرد ولجأت إليه والبر الثاني سراب من المستحيل بمكان الوصول إليه فخيالي يختال ضاحكا في حلقات ذكره الخلابة بخبايا موروثه الموسوم بزخم التألق وثبة تقارب الخطرات بالخطوات وتقفز على الأيام لتصل إليه ويستطرد فكري تدبره، فيسامر معاقل سروره ويسافر بالشرود صوب مذاهب التصوف به صافية الهوى والصدى نبرته مآلات فيها نفحات طيبة وصيغة وصال تكتب بها شيفرة الشغف على مشارف القصائد لتمتهن فرائض التقديس فمن رحم الحِلم يقبل التجاوز مكللا بالنصر، فينازع غيمات الرق بثيجان الوقار غنائم تستضيف عدسات الرصد ولائي له ، فتقويمي ينوه به وتاريخي يشير إليه، وفي كل مرة يقابل الإنصاف على ناصية الحنين إليه، فيكون الهذيان هو المتنفس الموصول به وطني يا أرض الطيوب ونبراس العاشقين
وجدان خالد