بعد ان سكتت لغة المدافع والتهديدات ، شهد الأسبوع الماضي سباقات من نوع اخر بين مختلف العواصم العالمية في محاولات قد تكون جادة المرة هذه من لملمة أوراق الأزمة الليبية المتبعثرة بين العواصم الإقليمية والعالمية ، وهو ما يؤكد ما أشرنا إليه المدة الماضية ان الكبار سيعملون على التخفيف من حدة التوتر والعنف مخافة من ان تتحول ليبيا لنقطة تماس ساخنة مع الدب الروسي والذي تواجد في الأراضي الليبية عبر خدمات شركة فاغنر للخدمات الأمنية ، إضافة إلى ذلك ازدياد عدد المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات والذين اصبحوا يشكلون صداعا للاتحاد الأوروبي ودول الساحل الأفريقي وجيران ليبيا مخافة من تسلل عناصر ارهابية من ليبيا الى بلدانهم .
وما انفك الاتحاد الاوروبي والدول الداعمة لعملية برلين عن الدعوة لضرورة وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات ، واستغل وزير الخارجية الألماني هيكو ماس لقاءه في برلين بوزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو ليجدد الدعوة لاستئناف محادثات 5 + 5 التي تضم ممثلين عن حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وممثلين عن خليفة حفتر ، من اجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ، والمطالبة بوقف توريد الأسلحة للطرفين ، وهو الامر الذي لم يتوقف يوما لكلايهما وعلى عينك يا تاجر رغم مقررات برلين والعملية ايريني ،ولا ندري اذا كان اللقاء قد شهد اَي جهود ألمانية من اجل التخفيف من حدة الخلاف الفرنسي التركي حول الملف الليبي ، وهو الخلاف الذي سينعكس بالتأكيد سلبا على الازمة الليبية .
الان وبعد ان اصبح كل شيء على المكشوف وعلى الطاولة ، على الاطراف الليبية المنغمسة ( غير انغماس داعش) ان تحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه لانه كلما تأخر الجلوس والتفاوض ستتعقد الأزمة أكثر فأكثر وسيتواصل نزف الدم والموارد ،وستتمكن الاطراف الخارجية من تنفيذ أجنداتها في ليبيا ، الآن بدأ سباق من نوع اخر ، سباق من اجل السلام فمن سيكون صاحب الخطوة الاولي ؟