صراع الديكة !
باختصار
عصام فطيس
لا يكفي أن يقول رئيس المفوضية العليا للانتخابات السيد عماد السايح للسفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند أن المفوضية ستمضي قدما في الاستعداد لإجراء الانتخابات بمجرد التوصل لاتفاق سياسي .. ولا يكفي أن يعتبر “نورلاند” أن كلام السايح أمر مشجع ! فهذا الكلام الذي جاء بعد اللقاء الذي جمعهما في تونس يؤشر إلي أن الاستحقاق الانتخابي لازال بعيداً وأن أي حديث غير ذلك هو مجرد ذر للرماد في العيون ..
لنعود قليلا إلي الوراء في الفترة التي سبقت تأجيل الانتخابات والتضارب والارتباك اللذان سيطرا على المفوضية فبعد إعلانها عن جاهزيتها للحدث لوجستياً وإعدادها لمراكز الاقتراع وبطاقات الناخبين ؛ اتخذت المفوضية مواقف ألقت بظلال من الشك على مواقفها من العملية برمتها ونالتها الانتقادات على ذلك ؛ ليخرج رئيسها في ديسمبر من العام الماضي ويصرح بوجود اسباب قاهرة تمنع الانتخابات ولم يحدد هذه الأسباب التي يعلمها القاصي قبل الداني ؛ ليترك الباب مفتوحا لجميع التخمينات .. مانحا إيانا مسكنا موضوعيا بإمكانية إجراءها في شهر يونيو من العام 2022 ..
ومع اقتراب شهر يونيو الذي حددته المفوضية وحكومة الوحدة المؤقتة موعدا لإجراء الانتخابات لا يبدوا من المؤشرات الأولية أنه ستكون هناك انتخابات عن قريب وما يؤكد هذا الأمر حديث السايح مع السفير الأمريكي فلم يعد هناك حديث عن تعقيدات لوجستية وقوة قاهرة بل تعداه لما هو ابعد من ذلك (بالتوصل لاتفاق سياسي ) وهذا يعني ماراثون جديد من اللقاءات والترشيحات والجلسات والمقترحات والمقترحات المضادة وهكذا !
فزورة الانتخابات في ليبيا لن تنته قريبا .. فالسفير نورلاند يراهن على مقترح ستيفاني؛ وستيفاني لا تريد أن تخسر أحداً من الإخوة الأعداء ودعت لتشكيل لجنة مشتركة بين النواب ومجلس الدولة لوضع القاعدة الدستورية ؛ ومجلس الدولة يوافق ومجلس النواب لم يحسم أمره بعد ؛ وإذا حسم أمره يبدأ صراع من نوع أخر من هم المرشحين للجنة ؟ ؛ هذا من جهة ومن جهة أخري حكومتي دبيبة وباشاغا تراهنان على عامل الوقت ؛ ولكل حساباته ؛ ومابين هذه الرهانات يظل الرهان الأكبر لليبيين وأمنياتهم أن يظل صراع الديكة محصورا عند هذا الحد ؛ من الأخير مات الملك عاش الملك !