” صنع في ليبيا ” التي تحبو متى تكبر ؟
صناعات ليبية سادت ولما غاب عنها الدعم بادت !?
ورش صغيرة الحجم لكنها كانت تصنع بعض قطع الغيار بجودة عالية ، وورش تصنع أساسات الشاحنات ما تسمى باللهجة الدارجة ” شاسيهات ” ، وأخرى كانت تصنع الطواحين بكفاءة عالية تضاهي المستوردة منها جودة ، وربما أكثر ، ومهارات عديدة في سبك المعادن وجلخها ، كانت تجد الحلول لكثير من الآلات الثقيلة على اختلاف الأغراض التي صنعت من أجلها . كل هذا وأكثر كان تحتويه بقعة ليست واسعة ، لكنها كانت كبيرة في عطائها التقني هذه البقعة كانت تسمى – سوق الثلاثاء –
مصانع كثيرة فتحنا أعيننا على هذه الدنيا وجدناها تملأ الأسواق والمحال التجارية بإنتاج عالٍ الجودة – مكرونة ” ديستيفانو” – تونة جنزور بزيت الزيتون – طماطم المنصورة ، والفلاح الليبي – مسحوق صابون الشمس – بسكويت وويفر بمسميات كثيرة – حلويات الحليب والكاراميل – هذا بخلاف صناعة الأعلاف ، وزيت الزيتون .
■ رصد .. إدريس
غياب التشجيع أحد الأسباب
محمد عاشور .. خريج اقتصاد قال : الإنسان بطبيعته يبحث عن الخيارات التي تتيح له دخلاً مناسباً يتوافق مع الجهد المبذول ، ونتيجة لغياب التشريعات والقوانين التي توفر للحرفيين المهرة الذين يعملون لحساب أنفسهم الحماية اللازمة والظروف المواتية للعمل والإبداع ، تكون الوظيفة العامة هي محور تفكير وغاية غالبية المواطنين .
كان من المفترض أن تكون هناك حوافز تشجيعية للأفراد الراغبين في العمل الإنتاجي لحساب أنفسهم ، والدفع باتجاه الشراكة المثمرة بين اصحاب الأفكار الإبداعية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة .
المسابقات السنوية والجوائز التشجيعية مطلوبة :
عبد الباسط الغرياني .. موظف : اعتبر المسابقات السنوية والدورية ورصد الجوائز التشجيعية من قبل الدولة أمر مهم وفعال لإنعاش الصناعة في ليبيا .
يقول عبد الباسط .. في كل دول العالم ترصد الجوائز وتمنح الحوافز والجوائز التشجيعية لكل من يقدم فكرة رائدة أو ينجح في تقديم منتج يعتمد على مواد أولية محلية ، ويشكل هذا التوجه تنافسا شديدا بين أصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة ، التي تشكل نواة الصناعات الكبرى مع مرور الوقت .
ويضيف عبد الباسط .. للأسف الدولة لا تولي ملف الصناعة الاهتمام اللازم ، ونلاقي كل الجهود تتركز على المحافظة على وفرة السلع المستوردة بالسوق الليبي !! ، نسمع منذ سنين بمسميات عديدة لأجسام إدارية ظاهرها الاهتمام بالصناعة وتشجيع الخواص على خوض التجربة عبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، لكننا للأسف نسمع جعجعة ولا نرى طحينا !!
نور الدين المجذوب .. تاجر .. يقول ” أنا عن نفسي كان حلمي خلال سنوات الدراسة بكلية العلوم أن اكون صاحب مصنع للمواد الأولية المعتمدة على إعادة تدوير بعض المخلفات من أخشاب وورق مقوى وغيرها . لكن عندما أكملت دراستي وجدت هذه الرغبة بعيدة المنال لأن العين بصيرة واليد قصيرة ، حيث لاتوجد مؤسسة تأخذ بيدك نحو هدفك مثلما هو موجود بالكثير من البلدان التي تضع الصناعة المحلية ضمن اولوياتها .
أزيل سوق الثلاثاء فزالت معه صناعات عديدة
ناصر صالح .. مواطن .. يرى ناصر أن إزالة سوق الثلاثاء قبل أن يتم توفير البديل ، أصاب الصناعات الصغرى في مقتل ، ويضيف ناصر .. أنا قضيت سنوات عديدة من عمري في هذا السوق ، بحكم مهنتي في مجال الحدادة ، وكانت الورش المتعددة الأغراض التي تشكل في مجموعها بؤرة إنتاج جديرة بالاحترام والتقدير والتشجيع . لقد كانت أعمال النجارة والخراطة وسباكة المعادن وصيانة الآلات الكهربائية والميكانيكية غاية في الدقة لكن مع إزالته تبعثرت المهارات وتشتت ، فغابت المنافسة ، وانتهت معها صناعات كثيرة . وبدلا من سبك النحاس والألومنيوم وتحويلهما إلى قطع غيار ولوازم ضرورية لآلات كثيرة ، صار التهريب طريقا آخر لهذا الخامات المهمة .
مخرجات التعليم غير محفزة
أبوالقاسم محمد .. طالب جامعي .. يرى أبوالقاسم أن لمخرجات التعليم السائدة دور مهم في تراجع الصناعة في ليبيا .. يقول ابوالقاسم : أن أغلب الكليات الجامعية بما فيها الكليات التطبيقية لا تولي المشاريع التطبيقية الطلابية اهتمامها ، وإن وجدت مبادرات فلا توجد الإمكانيات الفنية لتطبيقها لا بداخل الكلية ولا خارجها !! ، ويضيف أبوالقاسم .. يتخرج الطالب من كلية الهندسة بعد خمس سنوات من الدراسة ولا يمارس خلالها تطبيقا عمليا واحدا !! ، ومثله طالب كليات التقنية يتخرج ولا تتاح له فرصة التطبيق العملي خلال سنوات الدراسة ، وإن حدث ذلك لن تزيد مدة التدريب عن اسابيع معدودة !!
ويرى أبوالقاسم أن أداء مراكز التدريب المهني محدود للغاية ، ولا يحفز الطلبة النجباء على دخولها ، حيث تفتقر هذه المعاهد ومعها سياسات التعليم التقني إلى عناصر التحفيز من مرتبات مناسبة ، ودورات عالية المستوى بالبلدان ذات الباع الطويل في المجال الصناعي .
ويضيف أبوالقاسم قائلا.. نسمع بالعديد من اتفاقيات التعاون والشراكة في مجالات كثيرة بين مؤسسات الدولة الليبية ونظيراتها بالدول الأخرى ، لكننا لم نرى ناتجا على الأرض لهذه الاتفاقيات .. لماذا لا تستغل هذه الاتفاقيات في مجال التدريب التقني ، كما تفعل دول الجوار ؟
غابت الجدية فغاب الإصلاح !!
علي عبد الله سويد .. خريج اقتصاد .. يرى أن رأس المال الوطني الجديد لم يخرج من عباءة التجارة إلى بهو الصناعة ، مثلما فعل رواد الصناعة أيام المملكة الليبية ، أمثال الحاج سالم قدح ، والهادي المجراب ، وغيرهما . وحتى إن وجدت مبادرات فهي محدودة ، ولم تخرج من مجال الصناعات الغذائية !!
ويضيف علي .. لقد تأثر الاقتصاد الليبي سلبيا بالعقوبات الدولية خلال مرحلة الحصار في تسعينيات القرن الماضي ، وقد عملت الحكومة الليبية بعدها على تفعيل الإصلاحات الاقتصادية. واتخذت عدة إجراءات لتقوية دور القطاع الخاص ، فخفضت أسعار الفائدة لتشجيع الطلب على القروض من قبل القطاع الخاص، وشجعت الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي، ووضعت قانونا جديدا للضريبة، وألغت الامتيازات الجمركية للمؤسسات العامة، وخفضت الضرائب على الواردات. إلا أن هذه الجهود لم تكن جدية ، أو لنقل لم تجد من ينفذها بالصورة المطلوبة ، فكان التركيز على الجانب التجاري هو السائد ، والذي لازال مهيمنا وبقوة حتى هذه اللحظة !! .
وعلينا ألا نتجاهل مرحة التحول الاشتراكي التي راكمت الكثير من المشاكل الاقتصادية حتى أوصلت النشاط الاقتصادي إلى حالة من الشلل كان لها أكبر الأثر على تدني مستويات المعيشة لدى شريحة واسعة من الليبيين وكانت سببا في تحول غالبية السكان إلى عالة على الدولة بارتباط مصدر رزقهم بالمرتبات والمعاشات التي تصرف من الخزانة العامة.
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…