صورة وتعليق
■ سالم الوخي
بعد تجوالنا في ساحات أهم مدارس وتيارات ورموز الفكر التوفيقي التي سادت القرنين التاسع عشر والعشرين بالمنطقة العربية , وإطلاعنا على بعض معالم المشهد الفكري , نطل اليوم علي فكر شخصية إسلامية تميّزت بتجربتها الروحية , وعطائها الفكري المؤثر , تركت بصمات على مستقبل الفكر الفلسفي الإسلامي وأسهمت في القضاء عليه ..
حديثي اليوم عن حجة الإسلام أبي حامد الغزالي 1058 – 1111 ميلادية , الذي حازت مؤلفاته وخاصة كتاب إحياء علوم الدين , ولمدة 900 عاما مكانة مهمة بين الكتابات والمؤلفات الإسلامية .
كانت تنزع فيه الإسلام في الوقت الذي نشأ فيه الغزالي نزعتان ثقافتهما دينية , إحداهما سنيّة بالمدرسة النظامية ببغداد, والأخرى شيعية ومكانها الأزهر في القاهرة , وتعلم الغزالي في المدرسة النظامية , ثم صار مدرسا فيها وذاع صيته العلمي , بعد أن تتلمذ على أبي المعالي الجويني «الملقب ب– 1776 « , أسهم في رفض قانون السببية , إنما مرتكزا على أساس فلسفي , يختلف عن نظرة الغزالي الدينية ..
ونلاحظ أن عصر الغزالي صادف الغزو الصليبي للبلدان الإسلامية , وصدرت عدة انتقادات له من عدد من المفكرين بعدم مناهضته لهذا الغزو , ولم تحرك فيه الاعتداءات الصليبية أية دعوة جهادية ضدها.. كما كان للغزالي كغيره من قادة الفكر , مؤيدين ومعارضين لآرائه وفكره ..