د.علي المبروك أبوقرين
تشهد الخدمات الصحية تحول متسارع تفرضه التطورات التقنية والتكنولوجية والتحديات الصحية ، وزيادة الاهتمام بالصحة العامة والطب الوقائي والرعاية الصحية الاولية ، والطب الشخصي والصحة الواحدة ، والتركيز على تحسين جودة الحياة ، ولهذا صار من الضروري استحداث وظائف طبية وصحبة أخرى ، يهمنا منها في هذا المقام طب أنماط الحياة ، الذي يُعنى بالوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة وغيرها وعلاجها بتغيير أنماط الحياة ، ومنها التغذية الصحية السليمة ، وممارسة الرياضة ، والنوم الجيد ، والتوازن النفسي والروحي ، والابتعاد عن التوتر والقلق وغيرها من الأنماط المعيشية التي تتأثر وتؤثر في الصحة العامة ، وخطط وبرامج العلاجات من الأمراض ، وهذا التخصص يحتاج لأدوار مهنية متعددة من وظائف مختلفة ، منها الأطباء والممارسين الصحيين ومختصين في التغذية ، والتثقيف الصحي للاصحاء والمرضى ، ومبرمجي استراتيجيات العلاجات ، ومدربيين اللياقة البدنية ، والاستشاريين النفسيين ،
والفنيين الصحيين ، والتمريض المتخصص ، والمتخصصين في الصحة الإلكترونية والرقمنة والذكاء الاصطناعي .
وهذا يحتاج لإعادة هيكلة النظام الصحي بحيث تكون هذه التطبيقات والوظائف في سياق النظام الصحي ، لتغطي برامج صحية وقائية متكامله للمجتمع بالكامل ، وتدمج جميع التقنيات الصحية والطبية لتعزيز الوعي الصحي ، والتنسيق بين التخصصات المختلفة ، وضمان الارتباط بين التوعية والوقاية والعلاج والتأهيل ، والتركيز على السلوكيات الصحية للافراد والمجتمعات ، وهذا يتطلب إدماج طب أنماط الحياة في سياسات الرعاية الصحية ، وتطوير العلاقات القطاعية بين الصحة والتعليم والبيئة والزراعة والشؤون الاجتماعية والاقتصادية ، وتحفيز الابتكار في التقنيات الصحية الرقمية ، والذي بالضروره يحتاج إلى ادراج طب أنماط الحياة في المناهج الدراسية في كليات الطب والعلوم الصحية والتمريضية والفنية ، والاهتمام بالبحوث والدراسات لتطوير التخصص ، وحول تأثيرات السلوكيات الصحية على الأمراض المزمنة ، مما يتطلب إنشاء مراكز للدراسات والأبحاث في الوقاية والتدخلات السلوكية الصحية ، والتركيز على التعليم عالي الجودة والتدريب المستمر المتميز على تقنيات الإرشاد الصحي والسلوكيات الوقائية ، وللاطباء العامون لتمكينهم من تقديم الاستشارات المتخصصة في أنماط الحياة بالعيادات التابعة لمراكز الرعاية الصحية الأولية ، والمستشفيات العلاجيه والمراكز الطبية المتخصصة ، ليكونوا من ضمن فرق الرعاية الاستشفائية ، لتعزيز الصحة العامة وتقليل عوامل الاختطار التي تسببها السلوكيات الغير صحية ، والمساعدة في إدارة التوتر والقلق وتقليل الاعتماد على الأدوية ، وتقديم الدعم المستمر للمرضى وتصميم برامج صحية علاجية وتأهيلية لكل منهم على حدة قائمة على أنماط الحياة ، مع المتابعة المستمرة لضمان تحسين صحتهم وجودة حياتهم ، وإستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وإقتراح خطط علاجية مخصوصه ، والدور الأهم هو الوقائي والاستباقي والتنبؤي لمنع الأمراض ، والعلاجات المبكرة للكثير من الأمراض المزمنة لتفادي استفحالها وآثاره السيئة ، من خلال التوعية الصحية المجتمعية والتثقيف الصحي المكثف والمستمر بالمدارس والمعاهد والجامعات والتجمعات السكنية والعمالية حول أنماط الحياة الصحية ، وضرورة تنفيذ السياسات الصحية لطب أنماط الحياة لضمان بيئات معيشية صحية ، وفرض سياسات غذائية صحية في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة ، ومنع الترويج وتسويق الأطعمة غير الصحية وكل ما يساعد أو يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في أنتشار الأمراض وزيادة معدلاتها ، وتعزيز كل ما يساعد على تعزيز الصحة العامة ويساهم في تطوير الوقاية والعلاج بالانماط السلوكية الصحية ..
الانماط الحياتية الخاطئة والسلوكيات الغير صحية مسؤولة عن الكثير من الامراض المزمنة الشائعة وصعوبة علاج الكثير منها .
طب أنماط الحياة ضرورة ملحة
شهد قصر درغوت بالمدينة القديمة (دار كريستا سابقاً) مساء اليوم السبت الموافق 22 فبراير 2025م…
د.علي المبروك أبوقرينتحتفل مدينة بنغازي العامرة بأهلها الطيبين ومشاريعها المتلاحقة بافتتاح الملعب الرياضي الرئيسي بعد…
د.علي المبروك أبوقرين لحماية صحة وحياة الناس ، وتخفيفا على كاهل المواطنين والمرضى وذويهم ،…
د.علي المبروك أبوقرين الإعلام الطبي والصحي له دور مهم وأساسي في التوعية المجتمعية ، ونشر…
د.علي المبروك أبوقرين هناك لغط ومدارس ومفاهيم ونظريات في تمويل النظم الصحية وللأسف بلادنا تغرق…