ظواهر متى تنتهي ؟
بصريح العبارة
عامر جمعة
الأمر الطبيعي أن تكون للمصانع العامة على اختلاف إنتاجها من المواد صناعية أو غذائية أو سواها أسس وضوابط لتصريف إنتاجها بما يضمن أن تعود عائداتها للدولة وفق القوانين واللوائح وأن يكون هذا التوزيع عادلا بما يضمن للجميع الاستفادة منها لأنها أساسا لم تقم إلا من أجل ذلك للحيلولة دون المتاجرة بإنتاجها وانتشار ظاهرة السمسرة والغنى على حساب المواطنين الذين ما أقيمت المصانع العامة إلا من أجل توفير كل متطلباتهم بما يخدم المصلحة العامة ويضمن عدالة التوزيع بين كل الناس بلا حظوة أو وساطة أو تدخل مراكز قوى تعودنا أن تكون دائما هي المسيطرة على اقتصاد البلد بما نتج عنه هوة كبيرة بين الفقراء الغلابة الذين لا يصل إليهم مايحتاجونه من المصانع العامة إلا عن طريق السماسرة والحذاق بأسعار مضاعفة وبين الأغنياء والمترفين والجشعين الذين يسيطرون بكل الوسائل وفي مقدمتها الرشوة على إنتاج المصانع بأسعار زهيدة ومن تم احتكار الإنتاج وتوزيعه وفق سياساتهم المبنية على الاستغلال فبنوا ثرواتهم على حساب المجتمع.
الأمثلة كثيرة لكن على سبيل المثل لا الحصر مايحصل في مصانع الأسمنت والحديد، آلا يكفي المستغلين أنهم هيمنوا على التجارة وغالوا في أسعار كل البضائع الواردة من الخارج بتسهيلات واعتمادات من المجتمع ..
هذه الظاهر التي حولت مجتمعنا إلى مجتمع طبقي رغم وفرة خيرات بلادنا وقلة عددنا آن لها أن تنتهي إلا إذا كان لمن يعنيهم الأمر من الذين خولهم المجتمع الحفاظ على مقدراته من أجهزة رقابية وسواها رأي آخر .
ونحن علينا أن ننتظر!!