تحقيقات ولقاءاتليبيا

عدسة ( ليبيا الأخبارية ) تتجوّل داخل حي عــلّام بتاورغاء !!

الحي أصبح أثر بعد عين والعودة مُرتبطة بملف البحث عن المفقودين !!

عدسة ( ليبيا الأخبارية ) تتجوّل داخل حي عــلّام بتاورغاء !!

الحي أصبح أثر بعد عين والعودة مُرتبطة بملف البحث عن المفقودين !!

 

ــ مُتابعة وتـصـويـر ـــ عاشـور صـالح شـكـوي

تعد صحيفة ( ليبيا الأخبارية ) ــ أول وسيلة إعلامية تقوم بجولة تفقدية ميدانية لحي عـلّام بتاورغاءمنذ نزوح سُكانه منه في مايو 2011 .. نتيجة الإشتباكات بين قوات النظام وكتائب الثوار أبان “ثورة الـ17 فبراير”.

ويعتبر حي عـلّام من الأحياء السكانية النمودجية التي تم إنشاؤها في عقد السبعينات من القرن الماضي ــ ضمن برامج الدولة الإنمائية المُتعلقة بالمشاريع الزراعية والصناعية والعمرانية .

—————————————–

وقد تم بناء هذا الحي لتوفير إقامة مثالية للعاملين بمشروع تاورغاء الزراعي الذي كان يعد واحد من أهم واكبر المشاريع الزراعية ليس في ليبيا فحسب .. بل وفي شمال أفريقيا .. والذي ساهم في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في توفير الأكتفاء الذاتي من الغداء ( الخضروات والفواكة والحبوب )  ــ إضافة إلى توفير إعلاف وحبوب الحيوانات.

مرافق الحـي

وقد أحتوى الحي على بعض المرافق الخدمية المُتمثلة في مسجد تم بناءه على الطراز الرفيع ــ ومدرسة للتعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف السادس ــ ومكتب بريد ــ ومركز شُرطة ــ ومركز صحي ــ ومقر إداري للمشروع الزراعي ــ وثلاجة كبيرة لحفظ المنتوجات الزراعية ..إلى جانب 150 وحدة سكنية ــ ومحطة للكهرباء ــ  وخزان مياه مُرتبط بمحطة لتنقية المياه ..  وورشة لصيانة الآلات الزراعية ومخزن لقطع غيار السيارات والجرارات الخاصة بالمشروع الزراعي .. ومخزن لتخزين الحبوب والأعلاف ــ ومُجمع لصرف مياه الصرف الصحي ــ وعدد من المحلات التجارية .. ومركز ثقافي .

وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي  تم إفتتاح فرع المصرف التجاري الوطني بتاورغاء بحي علّام .. كما تم إنشاء حوالي 150 وحدة سكنية جديدة بالحي .. وإفتتاح مقر للحرس البلدي .. كما تمت توسّعة المدرسة الأبتدائية بعدد من الفصول الجديدة .. لإستيعاب العدد المُتزايد من تلاميذ الحي .. كما تم بالحي إفتتاح مقر السجل المدني تاورغاء ..ومقر آخر لمحكمة ونيابة تاورغاء .

وفي تسعينات القرن الماضي تمت أفتتاح مدرسة نمودجية للتعليم الأساسي من الصف السابع إلى الصف التاسع .

وفي مطلع الألفية الثالثة  شهد الحي إفتتاح مقر( اللجنة الشعبية لمؤتمر تاورغاء) سابقاً .. كما تم أفتتاح مخبز بالحي ــ والشروع في تنفيذ مقر إداري نمودجي .. لم يكتمل  !!

بعد ثورة فبراير

ومع إنطلاق أحداث (ثورة 17 فبراير2011) .. شهد الحي في شهر مايو 2011 ــ إشتباكات بين قوات النظام ــ وكتائب الثوار ــ وتعرّض الحي إلى وابل من القذائف العشوائية ــ مما أضطرالسُكان إلى مُغادرته إلى أحياء تاورغاء الأخرى .

وبعد مُغادرة السُكان .. أُعلن حي علّام منطقة عسكرية مُغلقة منذ مايو 2011 ــ وأُغلقت الشوارع والمداخل إليه بالسواتر التُرابية ..وتم منع السُكان من دخوله إلّا لنقل أغراضهم الخاصة.

بعد العودة

وبعد توقيع ميثاق الصُلح بن تاورغاء ومصراته  في 3 يونيو 2018 ــ والذي سُمح بمقتضاه لأهالي تاورغاء بالعودة وتفقد أحياءهم وبيوتهم ــ صُدم سُكان حي عـلّام بالصورة التي أصبح عليها هذا الحي من خراب ودمار وطمس لكل معالم الحياةفيه .. وتحوّل الحي إلى إطلال بعد إن كان نموذج للبناء والعمران وواحة سلام وآمان .

تلوث البيئة

والشئ الملفت لكل من يُدخل إلى حي عـلّام هو نسبة التلوث الكبيرة التي أصبح عليها .. حيث تحوّلت الفضاءات فيه إلى مكب للقُمامة ومياه المجاري ومُخلّفات البناء والمصانع طيلة السنوات الـ8 الماضية وإلى الآن

.. ويُمكن أن نختصر الحالة التي أصبح عليها حي عـلّام بتاورغاء بإنه أصبح حي (منكـوب).

حـي محـظـور

ومُنع سُكان الحي بعد المُصالحة مع مصراته من الدخول إليه والإقامة فيه بحُجة وجود مقابر جماعية في مُحيطه ــ وتم ربط العودة إليه بإنهاء لجنة البحث عن المفقودين عملها المُتعثر منذ أكثر من عام !!

كما تعثر أيضاً عمل لجنة حصر الأضرار التابعة لـ”جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية” المُكلّف من قبل المجلس الرئاسي بتقييم الضرار المباني بتاورغاء .. من تقييم الأضرار بالحي لنفس السبب .

وكان المجلس الرئاسي قد أصدر في يونيو 2018 القرار رقم (115) لسنة 2018 بإسناد إختصاص لـ”جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية ” بشأن حصر المباني المُتضرّرة أو المُدمرة كُلياً بتاورغاء وفقاً للأُسس والضوابط المنصوص عليها بالقرار رقم (271) لسنة 2012 .

وكان فريق فني يتبع “المركز الليبي لإزالة الإلغام ومُخلفات الحرب” .. قـد قـام بإزالة مُخلفات الحرب من الحي في نوفمبر من العام 2018 .

صيانة لمركز الشُرطة

والشئ الوحيد الذي يبعث الأمل في عودة الحياة إلى حي علّام .. هو أعمال الصيانة الجارية لمركزالشُرطة بتعليمات صادرة من وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني .

سبق صحفي

وتعد صحيفة ( ليبيا الأخبارية ) أول وسيلة إعلامية تقوم بجولة ميدانية في شوارع وأزقة حي عــلّام .. وتوثّق الحالة التي آل إليها الحي بعد 8 سنوات من النزوح .

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button