تحقيقات ولقاءات

عرس جماعي بعروس الجبل:

غريان تزف 65 عريساً في أجواء بهيجة

في العرس الجماعي بمدينة غريان
لا للزج بشبابنا في ساحات الموت نعم للزيجة بهم في معركة البناء والعمران
العرس الجماعي يمثل حلا لإنهاء كافة المظاهر الاجتماعية السلبية
تنمية الوطن تكمن في استثمار شبابه بزيادة معدل نمو سكانه
التشجيع على الزواج سنة رغب إليها القرآن والسنة النبوية الشريفة
في الوقت الذي ينساق فيه شبابنا لساحات الموت لتذبل زهرتهم مبكرا في بستان الحياة لتذرف العيون دموعا حسرة على رحيلهم , تنادى أهل البر والاحسان في مدينة غريان على زرع ورودا في حديقة الحياة لتفوح بعطر المحبة مكحلة عيونها بغد مشرق تزهر بهم الحياة ويزهو الوطن فخرا بهم في خطوة تعد الأولى من نوعها بالمدينة حيث شهد المعهد المتوسط للمهن الشاملة للبنات بغريان يوم الثلاثاء الماضي عرسا جماعيا زفت فيه عروس الجبل 65 عريسا في أجواء بهيجة .
عرس جماعي بعروس الجبل
صحيفة ليبيا الإخبارية واكبت العرس الجماعي ورصدت المتابعة التالية :
عدسة ومتابعة : عبدالباسط حميدان
انتصبت خيمة فارتسمت بسمة ورقصت الأفئدة فرحا على أوتار أجمل عقد في الحياة فعمت مظاهر الفرح العيون واستوطنت القلوب في يوم ليس كسائر الأيام في غريان , يوم لم تألفه المدينة وأهلها فاتحدت مودعة وحدة العزوبية فكان للشباب موعدا للظهور في أبهى حلله وازهى أيامه ليرسو بأحلامه الوردية شط الامان في احتفالية العمر عبر بوابة العرس الجماعي ليفتح بذلك نوافد أسرية جديدة تطل على مجتمع يؤمل الكثير على شبابه ويراهن عليه لمواصلة مسيرة الحياة والعمران فيها .

عرس جماعي بعروس الجبل
لا دموع الفراق نعم لشموع الحياة
بتلاوة آيات من ذكر الله الحكيم والنشيد الوطني بدأت الاحتفالية ثم ألقى على أثرهما رئيس اللجنة العليا للاحتفالية  السيد حسن الهري كلمة أشار في مستهلها بالقرار الصادر من رئيس المجلس البلدي غريان بتشكيله للجنة التحضيرية للعرس الجماعي واستطرد في كلمته بالترحيب بالعرسان مباركا لهم عقد قرانهم في خطوة تعد الأولى من نوعها بمدينة غريان تكللت بزواج 65 عريسا , كما رحب السيد الهري بكل الحضور وعلى رأسهم راعي العرس والداعي له رئيس المجلس البلدي غريان والسيد وكيل ديوان البلدية وأعضاء المجلس البلدي والسادة العاملون بصندوق التكافل الاجتماعي ومديرية أمن غريان والمجلس العسكري غريان والفرسان الشعبيين وفرقة الفنون الشعبية وأهل البر والاحسان لرعاية بعض الأسر في زواج بعض أبنائها , داعيا في ختام كلمته المقتضبة أن تعم الأفراح كل الديار الليبية وأن يكفكف الليبيون دموعهم جراء الاقتتال فيما بينهم ويجمع الله شمل الليبيين داعيا كل الليبيين للسلم واللحمة الوطنية لينير شبابه دروب الأمل في وطنه الغالي .
عرس جماعي بعروس الجبل
عرس جماعي بعروس الجبل
انعكاس ايجابي لظاهرة سلبية
كلمة رئيس المجلس البلدي القاها نيابة عنه السيد صلاح بركات استهلها بمباركته لهذه البادرة الطيبة انطلاقا من الشريعة الإسلامية السمحاء التي تحث الشباب على الزواج لمن استطاع اليه سبيلا , وحيا بركات كل الحضور ومقدما أجمل التهاني وأطيب الاماني والتبريكات لكل عريس وعروس شملهم الحفل الحالي سائلا الله عز وجل لهم الحياة الزوجية السعيدة والاستقرار والذرية الصالحة مؤكدا على أهمية إحياء مثل هذه البوادر لما لها من انعكاسات ايجابية وإحياء لمقاصد السنة النبوية الشريفة بتحمل مصاريف الزواج التي أضحت لا تطاق , والحد من العزوف على الزواج ولتكوين أسر تكون لبنة لبناء مجتمع متماسك ومترابط , هذه البادرة التي انتشرت كثيرا في عدد من المدن الليبية والأمة الإسلامية يمثل شكلا من الأشكال الفعالة للزواج ويمثل حلا لإنهاء كافة المظاهر الاجتماعية السلبية وتعد فكرة رائدة تسهم في علاج ظواهر اجتماعية متعددة منها تذليل العقبات المالية في غلاء المهور وغلاء صالات الأفراح والتكاليف الباهظة لمصاريف الزواج , ومثل هذه البرامج تحد من العنوسة وتشجع الشباب للإقبال على الزواج , وفي ختام كلمته وجه السيد بركات شكره العميق للجنة المنظمة ولكل الأيادي الخيرة ولكل من ساهم في إقامة هذا العرس الجماعي مشيدا بالدور الذي لعبته مفوضية كشاف غريان ومؤسسات المجتمع المدني غريان اللتين تركتا بصمة واضحة في العرس الجماعي .
عرس جماعي بعروس الجبل
عرس جماعي بعروس الجبل
وأخيرا تحقق الحلم
السيد عبدالباري محمد المبروك الجديد ألقى كلمة العرسان حيا في مستهلها كل من كان وراء البرنامج الذي يؤكد على أهمية الاهتمام بالشباب شاكرا كل من عمل من أجل إسعاد الشباب في خطوة باركها الجميع ممني النفس أن تتواصل كل عام وتشمل عدد أكبر من الشباب لتخفف عنهم عبء مصاريف الزواج , وعبر العريس عبدالباري الجديد عن بالغ سعادته في يوم فرحه مثنيا على هذه البادرة محييا جهود الخيريين في البلاد الذين حققوا حلم الشباب الذي طال انتظاره .
العنوان الحقيقي للتنمية والاستثمار
السيد عبدالرحمن صالح حميد عضو اللجنة المنظمة : جاءت فكرة العرس الجماعي بغريان لمقاومة الحرب بالسلام وتخفيفا لعبء الزواج على الشباب , وفي هذا العرس تم ابرام  61 عقدا أي 122 شابا وشابة في يوم واحد بأقل التكاليف , حيث دفعت اللجنة المنظمة مقدم المهر وهو ( 500 ) دينار وبدلة عربية راقية وباقة ورد وزجاجة عطر فاخرة واتعاب المأذون 100 دينار ورفع الحرج في الولائم المكلفة , واللجنة مقتنعة بأن التشجيع على الزواج هو سنة حميدة رغب إليها القرآن والسنة وما أحوجنا في ليبيا أن نسلك هذا المسلك لتعويض ما يفقد في الحرب التي لا مبرر لها بين أبناء البلد الواحد , فليبيا بمساحتها الشاسعة وثرواتها الطائلة تحتاج إلى حماية واستثمار وتنمية وهذه لا تتم الا  بزيادة معدل السكان ونأمل من ساستنا أن يتعقلوا ويستشعروا مسؤولياتهم السياسية والإنسانية والدينية فكفانا حربا واقتتال وليبارك الله الزواج والتكاثر لأن نبينا سيباهي بنا الأمم يوم القيامة .
تحية لصانعوا الفرح
السيد عبدالحميد اليعقوبي عضو لجنة منظمة : الاستعدادات كانت مكثفة لإقامة وانجاح العرس الجماعي بغريان والحمد لله أهل البر والاحسان لم يخيبوا آمالنا وكانوا في الموعد وأحي كل الجنود المجهولة التي ربطت الليل بالنهار وسابقت الزمن لإظهار هذا العرس بصورة تليق به وبمدينة غريان التي رسمت لشبابها الفرح داعيا الله عز وجل أن يبارك للعرسان زواجهم ويرزقهم الذرية الصالحة وأن ينعم وطننا الحبيب بالأمن والاستقرار وكلني آمل السنة القادم أن شاء الله تعالى سيكون الاستعداد للعرس الجماعي مبكرا ويكون سقف المتزوجين أكثر واتمنى ان تختفي كل مظاهر الحرب والاقتتال ويعد الفرح والهناء كل ربوع ليبيا الحبيبة .
فنون شعبية وخيول أصيلة
هي أكثر من استحوذت اهتماما ومتابعة وتفاعلا معها ومن غيرها فرقة الفنون الشعبية ( الزكرة ) التف حولها الشباب واشرأبت لها الأعناق وتمايلت الأجساد على أنغامها , فيما زينت الخيول الأصيلة ساحة المعهد لتشارك العرسان فرحتهم بطريقتهم الخاصة في ظل زاوية محصورة لم تحجب ظهورهم المميز بزيهم الشعبي الأصيل الذي يعكس مدى تمسكهم واعتزازهم بموروثهم الثقافي الذي يعبر عن الهوية وأصالة شعب أبي .
وجبة دسمة
ما أن انتهت مراسم الاحتفالية والتي تخللها عقد قران العرسان وسط فرحة الأهل والأصدقاء تناول العرسان والحضور والضيوف وجبة غداء تنوعت بمأكولاتها الشعبية وما صاحبها من فاكهة ومشروبات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button