عطلة رسمية بسبب الأحوال الجوية
نوال عمليق
في زماني او في زمننا كانت الدراسة عند أمي شيء مقدس وكانت عند المدرسة والمدرسين شيء مقدس الغياب لا يكون الا لشيء عظيم ..كان فصل الشتاء قارص امطار زوابع برد غدران ماء طين حفر في الطريق ..نذهب للمدرسة مشيا وأحيانا جريا لكي لا نتأخر على موعد الحصة الاولى ولكي لا نذوق طعم العصاء التي كانت تسخن أيدينا المتجمدة من البرد نصل مبللين متجمدين ولو كنّا محظوظين يتم الغاء طابور الصباح لطفا بِنَا ..اليوم أصبحنا عطلة لهبت الريح لعلها تهب على وجه اطفالنا..والغريب ان الكل سعيد بالعطلة المدرسين قبل الطلاب ونسهر طول أليل تعبث بي صفحات السوشل ميديا بين قرار عطلة صحيح وقرار مزور وما زاد الطين بلا قرار حكومة الشرق وقرار حكومة الغرب وهذا علينا وهذا عليهم والكهرباء مقطوعة والنت ضعيف ولا شغل شاغل عندنا الا عطلة ام دراسة والطالب ينتظر الفرج من الفيس بوك..ويأتي الفرج الساعة الثانية بعد منتصف اليل على هيئة عطلة رسمية بسبب الأحوال الجوية..
الساعة الثانية بعد منتصف أليل نصف المجتمع نائم والنصف الثاني بدون كهرباء ..حاولت وانا اكتب ان افهم الخلل هل هو في الطالب او المدرسة او الوزارة نفسها..وايضاً لاحظت الفرق بين الأمس واليوم بيننا وبين اطفالنا بين ظروفنا القاسية التي درسنا فيها وبين ظروفهم الميسرة والدافأة التي يدرسون فيها في مدارس مكيفة ودافئة وبين سائق يوصل الطالب الى باب المدرسة هذا غيد تيسير الدراسة لو غاب الطالب لا احد يسأل عالسبب لكي لا يزعل ولي الامر ولو فاته امتحان ممكن المدرس يعيد الامتحان بسهولة كل هذا والطالب لا يحمل هم ولا غم ولا عصا لمن عصا في المدرسة .. استغرب هل هذه هي الحياة المثالية أم نحن الذي قاسينا مر الحياة وشعرت لوهلة بانفصام في وجه المجتمع الذي يقيم حروب كل فينة وأخرى بدون سبب يموت فيها الكبار والصغار ولا يحسب حساب موت الأطفال تحت زخات الرصاص ومجتمع يتأثر ويخاف على اطفاله من زخات المطر ..اكتب لكم مقالي هذا وانا سعيدة من بقاء أطفالي بين ثنايا الفراش الدافىء وحزينة لتأخير التحصيل العلمي الذي وصلنا له وتكديس الدروس بدون فهم من الطالب بسبب تقلص السنة الدراسية بسبب العطل الشرعية والغير شرعية