كلنا يحترم المتقدم في السن ذي الشيب كما أمرنا ديننا الحنيف وعاداتنا الطيبة التي توافقه وتؤيدة .
نجلُ ونقّدر كبار السن ونوقرهم لهيبتهم ووقارهم وبهاء مظهرهم وخبرتهم ورجاحة عقولهم، وهم قدوتنا ومراجعنا في الرأي السديد علينا احترامهم ولو كانوا لا يمتٌون إلينا بصلة في الدم أو الرحم أو السكن ما وسعنا الوقت والجهد ومساعدتهم وإعانتهم على أمور الحياة أسهلها وأصعبها كل هذا يتفق فيه الجميع قولاً وفعلاً ” رب إني وهن العظم مني وأشتعل الرأس ولم أكن بدعائك رب شقياً” ولو أخطاء بعض المسنين فيجب الاستمرار في الإحسان إليهم ومعونتهم لأن هناك منهم من لم يحترم نفسه وعمره والشيب الذي علا ذوائبه ويأتي من التصرفات ما لم يتماشَ مع عمره الذي وصل إلى موضع يفرض عليه تصرفات ترتقي إلى سنة وتعبّر عن مكانته العالية التي وضعتها فيها سنه وتقدم عمره حيث التصرفات السمجة لا تتناسب مع تقدم العمر وسن الشيخوخة الموقرة وتستوجب الاحترام والتقدير من الشيخ المسن قبل غيره والتصرفات التي يأتي بها بعضهم يتمثل في القول المذموم والنابي لا يتورع قائلة أن يقوله في أهل بيته كزوجه وبناته بالألفاظ يُضحك به الآخرين على نفسه دون أن يدري ليظهر لهم أن له روح شبابية وهو متحرر لا يبالي ” ميعدلش ” ويهتك ستار أهل بيته بألفاظ نابية يندى لها الجبين يخجل عاقل الشباب أن يرددها !
إن التوبة من ذي الشيبة عظيمة ومن الشاب أعظم وإن المعصية من الشاب قبيحة ومن ذي الشيبة أقبح ” ما بعد الشيب عيب ” أي أن وجود الشيب وظهوره في الإنسان عادة يمنع ويردع صاحبه من فعل العيب وبظهوره ينبه إلى وجوب الوقوف ومراجعة النفس وهو دعوة إلى التأمل وتعديل السلوك إذا لزم الأمر وكفى به واعظاً ومعلماً وناصحاً إن من الذين لا ينظر إليهم الله يوم القيامة ولا يعيرهم اهتماماً شيخ زانٍ، شيخ في العقد السابع من عمرها كان يتبادل الألفاظ النابية مع شباب في سن أبنائه في محل العمل سألته لماذا تفعل ذلك مع من هم في عمر أبنائك ؟ قال لي هم بدأوا فقلت له أنا في سنهم ولم يقولوا لي ذلك قال سأتوقف .. ولم يفعل !
وهناك كثير من الأفعال والمواقف فتجد كبار السن الذين تعلوهم علامات وسمات الشيخوخة التي تدعوك لاحترامهم وتقديرهم ولكن إذا تكلموا أو أثيروا تسمع منهم ما يخالف مظاهرهم وأعمارهم ناهيك عن عنادهم لأولادهم في البيوت ومع الجيران وفي المساجد والأماكن العامة لا يرعوون عن السلوك الشائن ولا يرعون لمن حولهم ولمن جالسهم أي اعتبار ولا مكانة ولا حظوة ولا احترام حتى في اللباس لا يرتدون الملابس المحترمة والمحتشمة أمام أبنائهم وبناتهم والتي قد تظهر منهم ما لايجب أن يظهر تصوروا أن هناك من نهر أحفاده عن مناداته ” ياجدّي ” ! وكأنه يريد إلا يكبر ولا يفصح عن عمره الحقيقي كما هو دارج عند النساء وهو التخلف بعينه فهل ذكر العمر الحقيقي يزيد أو ينقص من عدد السنين ؟ كل ما سردناه لا يعني التخلي عن كبار السن فعلينا بالنصح وتحمّلهم وخاصة الوالدين، والكبر والشيب ليسا عيباً بل هناك من يراه رونقاً وجمالاً .
عيّرتني بالشيب وهو وقار
ليتها عيرّت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني
فالليالي تزينها الأقمار .