فبراير.. ارتدادات الماضي والحاضر !
عماد العلام
في كل الأحوال فبراير ليست منزهةً عن الأخطاء، وهي ليست جنة الله على الأرض، ومن مبدأ الاختلاف الطبيعي هي ليست حالة توافقية، فأنحاز لها من انحاز واختلف معها من اختلف، ومع ذلك ستبقى مرحلة تحول مهمة في تاريخ ليبيا الحديث سقطت فيها أعتى دكتاتوريات المنطقة.
بالمقابل فإن سبتمبر لم تكن الفردوس المفقود، كما يصوره لنا بعض الذين تخلوا عنها وقفزوا عندما غرقت سفينتها مع اشتداد رياح التغيير التي هبت من الداخل والخارج .! والذين عادوا اليوم بعباءة الحرص على الوطن.! معتقدين أن الذاكرة الوطنية لا تحتفظ بكل تفاصيل تلك الحقبة المريرة التي لم يحكمها لا دستور ولاقانون وبقت إلى أن أنهارت بلا مؤسسات.!
الخلاصة أن فبراير لم تكن إلا نتيجةً طبيعية لاستبداد سبتمبر طيلة عقود، واهمال أبسط حقوق العيش الحر الكريم وقمع الحريات التي لو كانت مصانةً في ذلك الوقت، لما احتاج الناس أن ينتفضوا على جلادهم.!
ولو أن صناديق الاقتراع فتحت أمامهم لما اختاروا الخروج في فبراير للتعبير بذخيرة مخازن الأسلحة التي فتحها مشّرعةً حاكم ذلك الزمان، في اللحظات الأخيرة ليقتل الشعب بعضه وتعم الفوضى.!
وبعد اثني عشرة عاماً من الارتدادات ليس أمامنا اليوم الا الجنوح إلى السلام بميثاق اجتماعي يعزز السلم الأهلي، ويتجاوز الأحقاد .. فليبيا للجميع وبالجميع لمن أراد السلام و تضميد جراح الوطن ليكون وطناً موحداً ومعافاً.