فرح الزاوية !
بإختصار
عصام فطيس
منذ اليوم الاول لوقف إطلاق النار في ليبيا ، قلنا أن هذا الوقف سيكون ناقصا مالم تتبعه خطوات اخري لبناء الثقة بين الاطراف الليبية المتنازعة ، ورغم رهان البعض على المزيد من التصعيد الا ان اصوات المنادين بالسلام كانت هي الاقوي وطغت على الذين كانوا يدعون للتصعيد وإستمرار مسلسل العنف الذي أتي على الاخضر واليابس .
مدينة الزاوية إستأثرت الاسبوع الماضي بحدث رائع ، شكل دعما لمسيرة المصالحة الوطنية التي إنطلقت في بلادنا منذ أن إلتئمت جلسة مجلس النواب في مدينة طبرق لاداء حكومة الوحدة الوطنية اليمين القانونية امامها ، هذا الحدث البارز تمثل في إطلاق سراح 120 مجنداً اسيراً يتبعون الكتيبة 107 التابعة لقوات المشير خليفة حفتر ، اسروا خلال الهجوم على طرابلس في ابريل من العام 2019 ، عمليةً إطلاق سراح هؤلاء الاسري لقت ترحيبا دولياً ، وعلى الصعيد الداخلي اشاعت حالة من التفاؤل بين الليبيين وأكد ان المستحيل اصبح ممكناً ، وان الليبيين قادرون متي ما خلصت النوايا على تجاوز آثار الحرب المدمرة التي نشبت بينهم .
لابد ان نشيد هنا بكل الذين كانوا وراء هذا العمل الانساني من رجال الزاوية وحكماءها وابطالها الذين عضو النواجز على الجراح مقدمين اسمي آيات الوطنية والتسامح ، في خطوة نتمني ان تتبعها خطوات اخري من اطراف النزاع الليبي خاصة وان هناك من هم محتجزين منذ سنوات ، وصدرت احكام قضائية في حقهم ، وهذه الخطوة ستسهم بما لا يدع مجال للشك في تعزيز اجراءات بناء الثقة بين الاطراف الليبية وتؤسس لمرحلة جديدة نحن في اشد الحاجة إليها ، وفي ذات الوقت يجب على اهل الحل والربط سواء مجلس نواب أو أعيان او حكماء العمل على إغتنام هذه الاجواء الايجابية والسعي لاطلاق سراح الاسري الذين لدي قوات المشير حفتر ، وهذه الخطوة لو تمت بالتأكيد ستعزز من فرص بناء السلام في ليبيا .
وفي جميع الاحوال اذا كانت هذه الخطوات ضرورية لعودة الامن والامان إلي ليبيا ، تظل الخطوة الاهم والمطلوب الدفع بإتجاهها ، هي العمل على التخفيف من حدة الخطاب الاعلامي المتعصب سواء في وسائل الاعلام الرسمية او وسائل التواصل الاجتماعي لان هذا الخطاب من اسباب تأجيج نار الفتنة والحرب في ليبيا ، واصحاب هذا الخطاب هم مجرد ادوات في ايدي اطراف خارجية ترفض الاستقرار لليبيا .
وفي انتظار مبادرات اخري الم الشمل وان يعم الفرح كل المدن الليبية الذي بدأته مدينة الفرح ، مدينة الزاوية .