في ورشة نفوسية قصة سيارة ليبية
“أيور كاباو” بإمكانيات بسيطة وطموحات كبيرة.
تقرير – وليد البكوش
بإمكانيات بسيطة وفي ورشته الصغيرة داخل براح منزله بمدينة كاباو، هلال خميس أيوب من مواليد سنة 1964 تمكن من صناعة سيارة محلية، عن طريق تجميع بقايا الخردة وقطع غيار السيارات القديمة.
“أيور كاباو” هذا هو الإسم الذي اختاره هلال خميس لسيارته، والتي يجوب بها في شوارع مدينة كاباو لقضاء حاجاته اليومية والذهاب لعمله.
هوس بالميكانيما منذ الطفولة .
عند ذهابنا إلى بيته وجدنا تصميما معماريا نفوسيا يزينه، وفي جانه قراج صغير وبإمكانيات متواضعة توجد ورشة هلال الصغيرة التي يقوم فيها بإختراعته وتصليح السيارات وغيرها من الاعمال المكيانيكية.
هلال حذثنا عن قصته مع هذا العالم” منذ قرابة العشرون سنة كان لدي شغف كبير بكل ماهو محركات وميكانيكا، وكان والدي رحمة الله عليه يشجعني كثيرا، فكان حلمني منذ ذلك الوقت أن اصنع اي شي أو حتى مجسم لسيارة .
هذا الحلم قال عنه هلال إنه كان صعب جدا في ذلك الوقت بسبب الظروف الصعبة والامكانيات البسيطة، لأنه من عائلة متواضعة، بالإضافة إلى أن الأمر قد يصل إلى موضوع أمني سيجرني ويجر عائلتي إلى أمور نحن لسنا بغنى عنها .
الياباني
“الياباني” هذا هو الاسم المتادول لهلال خميس في مدينة كاباو، فالسيارة “أيور” لم تكن أول ابدعاته، فقد سبق أن قام بإختراع ألة لصيد الأفاعي والعقارب وغيرها من الزواحف السامة، وكانت عبارة عن عصى ذات مقبض تحكم، يمكن استخدامها بسهولة في الأماكن الضيقة وفي الأماكن الصعبة التي تتواجد بها هذه الافاعي .
الياباني أيضا يقوم بتطوير وإصلاح كل مايقع بين يده، مضيفا إليها لمساته الخاصة، فمضخات المياه ومولدات الكهرباء كالطين بين مفاتيحها وهو يحولها من الخردة إلى أشياء يستفيد منها سكان المنطقة .
حيث قال هلال” أحيانا يكون لدينا الكثير من الاشياء الغير صالحة للاستعمال، ولكن بقليل من الاهتمام يمكن تدويرها والاستفادة منها، والأغلب ينطبق عليه المثل ” الحاجة أم الإختراع” وخصوصا في كل مايتعلق بحياتنا اليومية او بطبيعتنا الجغرافية الصعبة وحتى إمكانياتنا المادية المحدودة في بعض الأحيان .
أيور ولدت لتتحدى الأماكن الوعرة
هلال قال إن تصميم السيارة كانت تصاحبه دائما فكرة البحث عن سيارة تتأقلم مع ظروف المناطق الجبلية، فوجود سيارة فقط لايكفي، وفي نفس الوقت صناعة سيارة دفع رباعي كبيرة أمر مكلف جدا للوقت والجهد وللمال والامكانيات.
وأضاف هلال” صناعة سيارة كبيرة هو أمر وارد جدا، سواء بشكل فردي أو مع مجموعة أخرى ممن يشاركونني هذا الحلم، وسيارة أيور الحالية هي سيارة عملية تتحرك كباقي السيارات وليست مجسم للتصوير أو صناعة تدوم لأشهر فقط .
أيور تصل سرعتها في الأماكن الوعرة إلى 80 كلم في الساعة، بينما في الأماكن المستوية والطريق العام تصل حتى 140 كلم في الساعة، ولكن سرعتها المضمونة باعتبارها سيارة مكشوفة هو 100 كلم في الساعة .
ويبلغ قوة محركها 16 حصان، وقوته متوازية مع قوة الهيكل وتحمله، مع وجود كل الضمانات على تحمل المناطق الوعرة .
هنا نقطة البداية
الياباني عبر عن تفاؤله الكبير في كل ماسمحت له فرصة الإجابة عن سؤال يحمل بين طياتيه شيئا للمستقبل، فهلال أيوب أخذ جزءا من حذيثه عن قادم مستقبله، فقال ” سيارة أيور حملت اسم حفيدي، وكلمة أيور تعني هلال باللغة الأمازيغية، وأتمنى أن أرى حفيدي في يوم من الأيام يكمل بقية طريقي، ولكن بامكانيات وتقنيات وظروف أفضل بكثير ممن واكبها جده”.
وأضاف” كم يسعدني أن أرى أشخاص يحاولون صنع شي ما أو تحدي عائق ما، وأعرف جيدا حجم تلك المعناة وتلك الظروف التي عاشوها للوصول إلى أهدافهم، وسيقول الكثير من الناس إن مسألة دعهم وتشجيعم وتحفيزهم هي من المسؤوليين في الدولة وأصحاب القرار، وأنا مع هذا الأمر ولكن أضيف إليه شئ أخر ورئيسي، أن تشجيع الناس البسيطة وعامة الناس هو أكبر داعم بالنسبة لي، فمثلا عندما أخرج بسيارتي في شوارع مدينة كاباو وأرى فرحة الصغير قبل الكبير، وأرى من يريد ان يلتقط معها صورة ومن يريد أن يركب فيها، أشعر بأن كل المعاناة والتعب قد زالت، بالإضافة إلى الرغبة في عمل شئ أخر وأفضل، أما عن دعم المسؤولين والدولة فهو أمر مهم جدا، وأيضا الجهات العامة وأصحاب الشركات التجارية الكبيرة، والسؤال دائما أين هم؟”.