قشة غدامس –
عصام فطيس –
مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الجامع الذي أقرته الامم المتحدة كخارطة طريق اقترحها السيد غسان سلامة رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا لحل الازمة الليبية ، نعيش حالة هي خليط من ترقب وحذر وخوف وقلق من النتائج التي ستتمخض عنه والتي قد تكون بداية الخروج من النفق المظلم او ان تتواصل رحلة التيه الليبية .
ورغم كم ما يتسرب هنا وهناك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن المستهدفين لحضور هذا الملتقي وتفاهمات قيل انها لاقت قبول الجميع ، الا ان هذا الكم من التسريبات مجرد بالونات اختبار قبل ان تحين لحظة الحقيقة ، وهذا ما اكد عليه السيد غسان سلامة ، الذي أشار خلال احد لقاءاته الى ان كل شيء عنده وجاهز !
وبينما القلوب تتطلع الى جوهرة الصحراء غدامس التي ستتحمل وتحمل عبئا كبيرا في توقيت حساس وهي تجمع الإخوة الأعداء الذين فرقتهم المصالح من اجل وضع حد للتناحر والتشرذم والانقسام بينهم في وقت تزايدت الهجمة الشرسة على ليبيا من كل حدب وصوب ، يتأمل الليبيون من المستهدفين لحضور الملتقي الجامع ان يغلبوا مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والقبلية والمناطقية بعد سنوات لم نجن منها الا الخراب والدمار .
في تقديرنا ان السيد غسان سلامة استوعب الدرس وفهم ابعاد الشخصيات التي يتعامل معها وهو هنا يراهن على نجاح المؤتمر (بالموس وإلا بالدبوس ) والذي قد يكون الفرصة الاخيرة له ولنا ، في وقت يدرك فيه تمام الإدراك ان أي فشل سيعني لحاقه بسابقيه الإسباني برناردينو ليون وخليفته الألماني كوبلر واللذان ابتلعتهما الرمال الليبية المتحركة ، واسترشادا لما حل بهما استحضر سلامة خلطته السرية بنكهات متعددة الجنسيات بين أوروبية وخليجية وامريكية للخروج بما هو أفضل من مولودالصخيرات( الخديج ) الذي نجح حينا وفشل في احيان كثيرا ، وما على الفرقاء الليبيين بعد ان عانينا الأمرين من سنوات الجمر وإضاعتهم لليبيا الإ الموافقة على ما سيفرضه كبار اللاعبين الدوليين عليهم في غدامس وتحمل التبعات .
وإذا كانت التحضيرات التي سبقت وتسبق إعداد المؤتمر تؤشر الى نجاح البعثة في ايجاد صيغة للتوافق بين جل الاطراف ، وهو ما قد يجعل المؤتمر مجرد صيغة احتفالية مجردة ينبثق عنها بيان وتفاهمات بين الاطراف المتناحرة برعاية دولية ، الا ان مفاجآت اللحظات الاخيرة وارد ان تلقي بظلالها القبيحة على المشهد من خلال بعض الاطراف الإقليمية واداواتها المحلية التي من مصلحتها ان تظل الاوضاع على ماهي عليه ، وهو ما يجعلنا نتساءل اذا كانت جزرة سلامة ستحقق نتائجها الإيجابية مع المستهدفين لحضور المؤتمر ام أنه سيلجا للضرب بعصاه ؟
وسط هذا كله تظل غدامس حلما وقشة سنتمسك بها للعبور الى شاطيء الأمان ، فلا خيارات امامنا .