قمة برازافيل حول ليبيا : إنهاء الحرب والتدخلات الأجنبية مفتاح الحل
البيان الختامي : التأكيد على وقف إطلاق النار بآلية مراقبة يشارك فيها الاتحاد الإفريقي
بمشاركة 55 دولة :
قمة برازافيل حول ليبيا :
إنهاء الحرب والتدخلات الأجنبية مفتاح الحل
السراج : تعيين موفد أفريقي خاص لليبيا للتنسيق بين مسارات الحل سيكون له ثقلاً وحضوراً فاعلاً
البيان الختامي :
الجزائر عرضت تنظيم
منتدى للمصالحة الوطنية لتقريب وجهات النظر
البيان الختامي :
التأكيد على وقف إطلاق النار بآلية مراقبة يشارك فيها الاتحاد الإفريقي
■ ليبيا الإخبارية :
بمشاركة 55 دولة والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة انعقدت بالعاصمة الكونغولية برازافيل ، الأسبوع الماضي ، أعمال القمة 8 للجنة العليا رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، بمشاركة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج وعدد من القادة الأفارقة وممثلين عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.. القمة كانت خاصة بشأن تطورات الأزمة الليبية ، وبحثت سبل خفض التصعيد ووقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، فيما تشتد الحرب على تخوم العاصمة وبعض أحياء المدينة بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر التي تهاجم طرابلس منذ أبريل الماضي .
وناقشت القمة جدول أعمال من ثلاث نقاط شمل الأوضاع المتأزمة في ليبيا وسبل إنهاء الحرب و التدخلات الأجنبية.
وعكف خبراء من المفوضية الإفريقية على صياغة بنود خارطة طريق لحل سياسي ونهائي للصراع في ليبيا شمل برنامج زمني محدد لتنظيم مؤتمر وطني جامع وانتخابات تشريعية ورئاسية.
وأكد المجتمعون على وضع خارطة طريق لعقد منتدى للمصالحة الوطنية عرضت تنظيمه الجزائر، بعدما أدانت استمرار إرسال الأسلحة والمرتزقة، ودعت إلى ضرورة التعجيل بوقف إطلاق النار، وإرفاقه بآلية مراقبة يتم إشراك الاتحاد الإفريقي فيها.
وجددت القمة الثامنة للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا في بيان ختامي، على التزامها بحوار سياسي ليبي، مطالبة بالتعجيل بعقد حوار شامل يجمع كل الأطراف الليبية؛ لأجل وقف النزاع والبحث عن حل ليبي للأزمة مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الليبي .
ونددت اللجنة بتواصل الحرب في العاصمة طرابلس، مجددة ضرورة الإسراع بوقف إطلاق النار الكامل والفعال.
وألحت على الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لأجل نشر مراقبين عسكريين، في حالة توفر الشروط، للمشاركة في آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وأن يكونوا في صلة مع الأطراف الليبية.
وبخصوص تواصل التدخلات الأجنبية في ليبيا، أدانت اللجنة عدم احترام الالتزامات المتخذة في مؤتمر برلين، وجددت دعوتها لكل الأطراف الخارجية إلى الوقف الفوري لتدخلها في الشؤون الداخلية لليبيا، لاسيما تسليم الأسلحة والاستعانة بالمرتزقة .
ودعا القادة الأفارقة إلى تطبيق عقوبات في حالة أي انتهاك للحظر الذي قرره مجلس الأمن.
ودعت القمة إلى حماية المهاجرين الأفارقة المحتجزين في ليبيا والذين يتم استخدامهم كمقاتلين ودروع بشرية، منوهة بتعهد الاتحاد الأفريقي بتسهيل إعادتهم إلى بلادهم الأصلية، حيث يبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين 650 ألف شخص، حسب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
وجدد البيان تضامن اللجنة مع الشعب الليبي، وتمسكها الشديد بوحدته الترابية والوطنية وباستقلاله ، كما سجلت عرض الجزائر المتمثل في تنظيم منتدى المصالحة الوطنية لتقريب وجهات النظر، مذكرة بالقرار الذي اتخذته من قبل ندوة رؤساء الدول لأجل تنظيم هذا المنتدى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ويقترح منتدى المصالحة الوطنية الشامل بين الفرقاء الليبيين ، المزمع إجراؤه خلال العام 2020 بالتنسيق مع الأمم المتحدة، فترة انتقالية ويقدم مشروع الدستور، كما يقترح تاريخاً للاستفتاء حول الدستور وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية .
وستشكل لجنة داخل الاتحاد الأفريقي لإعداد منتدى للمصالحة الوطنية لن تقتصر دعوة طرفي الصراع الليبي إليه، بل أيضا ممثلين عن المجتمع المدني الليبي. وثمنت اللجنة أيضا جهود الدول المجاورة لليبيا والتضحيات المبذولة من أجل مساعدة السكان الليبيين الذين يعانون من الأزمة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج فد ألقى كلمة أشار في بدايتها للتحديات الاستثنائية التي تواجه ليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلم الاجتماعي.
وقدم السراج سردًا مختصرًا عن تطورات الأوضاع في ليبيا، موجهاً الاتهام للتدخلات الخارجية السلبية الإقليمية منها والدولية التي أسهمت بداية في عرقلة المسار السياسي، وأوصلت البلاد إلى حالة الحرب الحالية، التي تحصد أرواح الليبيين، وتدمر منشآتهم المدنية، نتيجة عدوان غادر مبيت على عاصمتهم.
وحمّل رئيس المجلس الرئاسي، الداعمين للعدوان بالسلاح والعتاد والأموال ويساندون المعتدي سياسياً، المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن ما يرتكب بحق الليبيين من انتهاكات وجرائم، وأعلن العزم على رفع دعاوى قضائية ضد كل من أسهم بإلحاق الضرر والأذى بالشعب الليبي والمطالبة بتعويضات عادلة لأسر الضحايا، وقال: إننا نتفهم أن تبحث الدول عن مصالحها الخاصة، ولكن هناك طرق صحيحة وأخلاقية للقيام بذلك.
وتحدث عن الخروقات التي وقعت من قبل المعتدي منذ مؤتمر برلين، من قصف للمطارات والأحياء السكنية وقتل للأطفال والأبرياء على مدار الأيام الماضية، إضافة لرفض المعتدي المشاركة حتى الآن في المحادثات العسكرية 5+5 التي كان المفترض عقدها في جنيف منذ يومين.. وأكد السراج أن هذه الأفعال قد تجعلنا نعيد النظر في المشاركة في أي حوار قبل وقف هذه الانتهاكات وانسحاب المعتدي من حيث جاء، ورجوع النازحين إلى ديارهم.
وعبَّر عن تطلعه إلى أن يلعب الاتحاد الافريقي دوراً مركزياً يساهم بفعالية في إيجاد حلٍ للأزمة الليبية، وتقدم باقتراح لتعيين موفد أفريقي خاص إلى ليبيا، يتولى التنسيق بين مسارات الحل، ليكون الثقل الأفريقي فاعلاً وحاضراً بقوة، وقال: إنه يأمل أن ينال هذا المقترح موافقة جماعية.
بدوره قال رئيس جمهورية الكونغو دنيس ساسونغيسو في كلمة له : إننا مطالبون بتوجيه عمل المجتمع الدولي حول استراتيجية توافقية للخروج من الأزمة، وآلية مناسبة لتوحيد الجهود وتسهيل وجود وساطة من أجل وضع حد للأزمة الليبية .. ونوه ساسونغيسو الذي يشغل رئاسة اللجنة، بدعم إفريقيا تنظيم منتدى للمصالحة الوطنية بين الليبيين، داعيا إلى التكلم بصوت واحد من أجل آفاق سلام في ليبيا وبلدان الجوار الأخرى ، متابعاً أن القارة قد تلقت تفويضا بأن تنظم المنتدى خلال العام الجاري، الذي يسبق تنظيم انتخابات رئاسية و تشريعية حرة و ذات مصداقية .. أما رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي محمد فقد نوه بالمبادرات الدولية للخروج من الأزمة داعياً إلى حل سياسي تفاوضي ، مشيراً إلى أن الليبيين مطالبون بتحمل المسؤولية أمام التاريخ؛ لوقف صوت السلاح، كما يجب توجيه الطاقات لإسكات صوت الأسلحة بشكل نهائي .
من جهته ندد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيله بالتدخل الأجنبي في ليبيا مضيفا أن مشاكل أفريقيا يجب أن تسوى من طرف الأفارقة أنفسهم ، مضيفاً أنه بعد ثمانية سنوات من اندلاع الأزمة في ليبيا لم تعد لدينا أي أعذار .
وانعقدت هذه القمة بمبادرة من الرئيس دينيس ساسو نغيسو، وهو الرئيس الحالي للجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، وشهدت حضور جميع الأطراف المحلية وممثلين آخرين لمنظمات إقليمية ودولية في محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وكان رئيس المجلس الرئاسي قد وصل إلى برازافيل على رأس وفد يضم وزيري الخارجية والداخلية وعدداً من كبار المسؤولين، للمشاركة في هذا الاجتماع ، والذي يأتي قبل قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 9 فبراير المقبل.