الاجتماعية

قيم تربوية

في كل يوم يأتي الصبي إلى البيت متذمراً من طباع رفاقه، شاكياً من مضايقاتهم المستمرة له، وبعد مدة رأت أمه وضع حد لهذا، فأخرجت الميزان القديم ذا الكفتين وأحضرت المكعبات الخشبية التي يلعب بها، وقالت له: “بماذا يضايقك أعز رفيق لديك؟ عليك أن تعدد عيوبه وسوف نمثل لها بالقطع الخشبية، ثم نستخرج النتيجة”، قال الصبي: “أنزعج منه لأنه يستعير أغراضي بلا إذني، ويجبرني على الألعاب التي يحبها هو، ويمتنع عن مشاركتي بالألعاب التي أحبها أنا، ويتكلم معي بفظاظة، ويمزح مزاحاً ثقيلاً…

اختارت الأم المكعبات حسب حجم المضايقة التي يشعر بها الصغير، ووضعتها في الكفة اليسرى من الميزان ثم سألته: “لماذا أنت حريص على صحبة رفيقك هذا ما دام مزعجاً، ويسبب لك هذه المضايقات؟!”، فأجاب الصغير: “لأنه يقاسمني طعامه وشرابه، ويسمح لي بركوب دراجته، ويشرح لي ما استعصى علي فهمه من مسائل الحساب، ويسأل عني إذا غبت…”.

فوضعت الأم مكعبات من الخشب في الكفة اليمنى على عدد مزاياه، فرجحت الكفة لصالح حسنات رفيقه الحميم (وكذلك فعلت مع بقية الرفاق)

يقول الصبي: “أمي حلت مشكلتي في دقائق قليلة وبوسائل بسيطة، ولكن حادثة الميزان علقت بفكري طوال السنين، وصرت لا أنتقد أحداً إلا رأيتني أقابل بين حسناته وسيئاته وبناء عليه أعرف كيف ينبغي أن أكون معه وهل أصادقه أم أهجره”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button