كاتب وكتاب 4
(الغاية تبرر الوسيلة )
عبدالله مُني
لم يرتبط اسمه بأى معنى طيب فى ذهن اكتر القراء العرب ،الذين لا يعرف اغلبهم شىء عنه سوى انه صاحب العبارة الشهيرة ( الغاية تبرر الوسيلة )
التى تعنى الوصول للهدف بأى طريق كان حتى ولو استخدمت اساليب غير شريفة .تلك العبارة التى صنفت بأنها اكتر العبارات شرا ووصف صاحبها باكتر الشخصيات تطرف.
واليوم فى سلسلة كاتب وكتاب نتسلل لعقل صاحب هذه العبارة ونغوص فيه من خلال تفصيص محتويات كتابه الشهير الذى اتار جدل
كبير ، عندما نشر لأول مرة والذى كان له سبق الاقتراب من موضوع لم يقترب منه احد قبله وهو ( اخلاقيات السياسة ) الكتاب الذى اجمع النقاد على ان ما جاء فيه من اراء وتوجيهات شريرة لا يتناسب الا مع الطغاة الاشرار من الزعماء والحكام ، وقد ادرجت جميع مؤلفاته بقائمة الكتب الممنوع نشرها . ولم ينشر كتابه هذا الا بعد وفاته بخمس سنوات الذى ضل مند ذلك الحين حتى يومنا هذا الكتاب المفضل لدى الكتير من الطغاة والجبابرة ، فقد اختاره موسلينى دكتاتور روما موضوعا لرسالة الدكتوراه التى كان يعدها ايام دراسته ، وكان هتلر لاينام قبل ان يقرأ اجزاء منه وقد تتلمد ليبنين وستالين على افكاره وجعلا منها منهجا سارا عليه واستفادا منه فى اتخاد الكتير من قراراتهم السياسية .
و العبارة ( الغاية تبرر الوسيلة ) تقابلها فى ادبيات واخلاقيات العرب ( الضرورات تبيح المحظورات ) .
هذا الكتاب وضع للحكام الاسس التى مكنتهم من اختيار قاداتهم ومستشاريهم ، وحتهم على البطش بمعارضيهم والقضاء عليهم والكتاب فيه القليل من الخير والكتير من الشر ، سنأتى على دكرها بنقاط وجمل مختصرة ومضغوطة وللكتاب قصة لا مناص من دكرها لنفهم لمادا وجدا اصلا متل هذا الكتاب وسنحاول الاختصار بالقدر الذى تسمح به الامانه تجاه المحتوى .
فمن هذا الكاتب وما اسم هذا الكتاب ؟
نيكولا دى برناردو دى ميكافيلى ، ولد وتوفى بفلورنسا كان مفكر وفيلسوف وسياسى ايطالى وهو واحد من رواد عصر النهضة الاكتر تأتير فى العالم الجديد الناهض من رحم العصور الوسطى والذى اصبح الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسى الواقعى ومؤلف كتاب ( الامير ) موضوع بحتنا الان الكتاب الذى اصبح عصب دراسات علم السياسة والذى هدف من تأليفه ان يكتب تعليمات للحكام والامراء يتبعونها فى ادارة شئون دولهم . واستند الكتاب على فكرة ( ان ما هو مفيد فهو ضرورى ) الفكرة التى بكرت بالنفعية الواقعية السياسية ،الف الكتاب سنة 1513 ميلادى وقدمه كهدية للامير ، ( لورنزو التانى ) على امل استعادة منصبه الذى فقدة بسبب دخول الجيش الفرنسى لفلورنسا ، والكتاب غنى بالافكار الناجمة عن تجارب ميكافيلى المباشرة فى الحكم والسياسة ، خلال تلاتة عشر سنه تقلد فيها مناصب هامة قبل الغزو الفرنسى .
والكتاب اجتهاد فى قراءة كتابات الاولين ،استخلص منها الافكار والعبر التى بلورها فى كتابه الامير بدقة وبساطة وعمق وواقعية وايجاز .
تعرض الكتاب لسؤ فهم كبير خاصة من الادباء والساسة الانجليز والفرنسيين
• والوسط الكنسى ، ولم يسطع نجمه الا مع ظهورفلاسفةالانوار(روسو، فخته، هيغل) حيت لفتوا له الانظار بتناول نصوصه وشرحها . والكتاب بين لنا ما هو الامير وكيف ينبغى ان يكون وقد حصر ميكافيلى جملة من الصفات التى ينبغى ان تتواجد بالامير المتالى القتل كالاسد والمكر كالتعلب ، اد على الامير ان يجمع بين صفات مكر التعلب وشراسة الاسد فيكون تعلبا يميز الفخاخ ويتجنبها وأسد يرهب باقى الحيوانات
• على الامير ان لا يستهدف شىء اكتر من التفكير فى الحرب اد علية الا يتفكر فى اى دروس سواها اد هى الفن الوحيد الذى يحتاجه لتولى القيادة
• يؤكد على ضرورة المعرفة وكسب الاصدقاء والحفاظ على صداقة الملوك والامراء . ويؤكد ايضا على ضرورة خطب ود الشعب لانهم المخرج الحقيقى فى الحروب والمصائب .
• خلق نخب جديدة مع كل امارة جديدة من العسكريين والمدنيين هذا مجمل النصائح الطبيعية المنطقية تم ينحى ميكافيلى منحى اخر فى النصح والارشاد بجملة من النصائح المتناقضة يجعلها سببا للنجاح والتميز وهى بأختصار شديد
• الاتصاف بالشدة والرحمة معا
• الشهامة والتحرر
• فرض الحب والخوف على رعاياه
• الاحتلال بالقوة والخدعة
• القضاء على المتطوعين القدامى وخلق قوة جديدة
• ادخال البدع بدل العادات القديمة
1. بسط الاحترام والتبعية على جنوده
• من الافضل ان يخافك الناس على ان يحبوك ادا توجب الاختيار بينهما
• على الامير ان يفرض الخوف منه بطريقة يتجنب بواسطتها الكراهيه .
• ولم يقتصر ميكافيلى على التنائيات المتناقضة فقط لكنه اختار اقيح وابشع الصفات للامير الناجح لخصها فى التالى :-
• الشح والقسوة
• النكت بالعهود والغاية تبرر الوسيلة
• الندالة
• تخريب المدن العتيقة
• تحطيم طبقة النبلاء
• يحدر الامير الناحج من الطيبة المستدامة ويطلب منه استعمالها حسب الظروف
• اتقان الخداع لانه سيجد دائما الذين هم على استعداد لان تنطلى عليهم خديعتة
• الوصول الى الامارة فى الغالب يتم عن طريق الندالة والقبح
• على الامير الذى يرغب فى الحفاظ على امارته ارتكاب الشر احيانا ، فالكراهية تنتج عن الاعمال الطيبة كما تنتج عن الاعمال الشريرة
• من الممكن الاخلال بالوعود ادا اصبحت مضرة بالامير .
• استخدام الحيلة والمكر فى التحكم فى الامور
• السخاء للوصول الى الامارة ضرورى ولا بأس به لكنه يصبح ضرر بعد الوصول اليها . الخصلاصة انه يطلب من الامير للحفاظ على امارتة ان:-
• يتميز بالحيطة والحدر
• الحيوانية فى القتال
• اللاانسانية فى التعامل
• البطش، الخيان’ ،النكت بالعهود والمواثيق