بصريح العبارة
ليس غريبا أن تحدث صراعات سياسية في أي دولة من دول العالم ، ذلك أن الصراع السياسي هو سمة العالم أجمع ولم تقم جل الحروب وخاصة في العصر الحديث إلا من أجل التنافس على السلطة ، فالحروب القومية والعرقية وحتى الدينية أخذت وقتها ولم تعد كما كانت عليه خلال القرون الماضية ..
ولأن السياسة لعبة قدرة فلا تبنى على المصداقية ولا ترتبط بالقوانين الدولية ولا بالمعاهدات ولا بقرارات المنظمات التي استحدثت عقب الحربين العالميتين من أجل إحلال السلام ونبذ الحروب والانصياع للقوانين والأعراف وحل الصراعات أيا كان نوعها بالحوار وتغليب المصالح الخاصة بكل دولة .
لكن مع ذلك فإن الغرب أكثر مصداقية في تعاملاته السياسية وإن تشابه الصراع على السلطة بينه وبين التكتلات الأخرى وفي مقدمتها نحن العرب .
ولذلك فإن أكبر دولة في العالم وهي أمريكا لا يتصارع على رئاستها سوى حزبين اثنين لا ثالث لهما ولا يحكم من يحكم في الغالب إلا بفارق ضئيل من أصوات الناخبين ، ولا تعتمد وسائل الدعاية الانتخابية لكل مرشح على الأكاذيب بقدر اعتمادها على البرامج الواقعية والحقائق ، لذلك قد يتم مهاجمة الرئيس مثلا عبر وسائل الإعلام دون إلصاق التهم الكاذبة ، وعندما يتم إثبات التهم بالأدلة والبراهين فإن الاستقالة ستكون أخف ضررا من الإسقاط وما هو أكثر من ذلك ..
سياسيونا يتهمون بعضهم بعضا بتهم متعددة من قاتل إلى إرهابي إلى داعشي ومجرم وسارق وخائن وهكذا .
وإذا اعتبرنا أن التهم صادقة من الطرفين أو من عدة أطراف متصارعة ، فكيف لهؤلاء أن تسند لهم قيادة دولة ؟ أما إذا كانوا يعتمدون على الكذب لغرض الوصول للسلطة على حساب تشويه الطرف المنافس ، فإن المصيبة أعظم وسواء صدقناهم أو كذبناهم فلن يعودوا أهلا للأمانة ولتحمل المسؤولية !