دبابيس..
كلمة السر.. “حقوق الانسان” 2
فيصل الهمالي
لا زالت بعض المنظمات الدولية الرافعة لشعارات حقوق الإنسان والتنمية البشرية والإغاثة والحريات ووو الخ ، تسرح وتمرح في بلادنا المنهكة والمشرعة أبوابها دون حسيب أو رقيب ، وحتى إن قل تواجدها فعلياً على الأرض خلال الآونة الأخيرة ، حينما اصبح لدى الأجهزة الأمنية والرقابية المسؤولة ، بعض اليقظة لما قد تشكله من خطر ، فأن تأثيرها في محيطأوساط مهنية حساسة موجوداً وبقوة ، تُرسل موجاته من خارج حدود البلاد ، لتسيطر على عقول لاتزال في طور نضجها ، داخل وطن أهملت مؤسساته احتوائها وتوجيهها التوجيه السليم ، لتمنحها حصانة فكرية ومهارة عملية تضمن عدم انجرارها وراء الأجندات والمآرب الخارجية المغلفة بشعارات ناعمة .
استقطاب ثلة من الصحفيين والاعلاميين المنخرطين حديثاً في هذا المجال أو من أطلقوا على انفسهم صفة ” الناشط الاعلامي” الذين تعج بهم صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، من قبل مؤسسات اعلامية ومنظمات اجنبية ، تهدف في “الظاهر” إلى الرفع من كفاءات ابنائنا وقدراتهم المهنية ، وتسليحهم فكرياً ومهنياً بما يحقق نجاحاً واسعاً في حياتهم المهنية ، هو في الحقيقة تعدٍ سافر يهدف إلى خلق وتشكيل فرق صحفية تكون تابعة بطريقة أو بأخرى إلى هذه المؤسسات وربما تدين لها دون قصد “بالولاء” من باب العرفان ، و توفر لها “مجاناً” قاعدة بيانات ضخمة حول كل ما يجري داخل الوطن من احداث معلنة وتحركات في الظل ، واحصائيات واسرار وقضايا داخلية ، تحت ذريعة العمل الميداني التدريبي الذي يحتم على المشترك ارسال نتاج أو حصيلة نشاطه ليخضع إلى التقييم .
هناك بكل تأكيد من يرى أن مثل هذا الاستقطاب أمراً لا يشكل أي خطر على الصحفيين ، كما لا يهدد أمن البلاد أو يمس بسيادتها ، إلا أن قراءة متأنية بعيدة عن العاطفة ، تنطلق من مبدأ الشك ، ستوصلنا إلى اليقين ، ورسم صورة متكاملة لحقيقة ما وراء هذا الاهتمام الكبير لشريحة يعول عليها أن تكون من صفوة المجتمع مستقبلاً ، وما يسمح لتوارد الشكوك أن اختيار الأسماء المستهدفة لم يكن وفق معايير معلنة ، اذ كان من المفترض أن يتم بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عن هذه الشريحة ، أو ذات العلاقة بطبيعة نشاطها حتى وان كانوا لا يتبعونها بشكل رسمي ، ليتم الأمر بطريقة شفافة .. فكيف تم اختيار الاسماء المشاركين في تلك الدورات وورش العمل المقامة خارج حدود الوطن ؟ وعلى أي اساس تم ؟ وما هي قنوات التواصل التي تم من خلالها توجيه دعوات المشاركة ؟ ومن تحمل التكاليف ؟ وما هو العائد من وراء كل تلك المصاريف ؟ .
مؤسساتنا المعنية من هيئات ترعى الصحافة والثقافة والاعلام وما في حكمها، اما أنها تغض الطرف أو انها تنام في العسل أو أن من يتولى دفتها لا يفقه من أمرها وأمره شيئاً، أو ربما تؤمن بنزاهة مثل هذه الدورات وأهدافها التي يراد تحقيقها على المدى البعيد ، فإن كانت لا تدري فتلك مصيبة وإن كانت تدري ويروق لها ما يجري فالمصيبة باتت كارثة ، أما الطامة أن يكون من ضمن المشاركين أسماء يحسب أنها قيادية أو أقل بذلك من قليل ، سوق لنفسه وبذل الجهد لأن يكون من بين المحظيين فقط لينال اقامة فاخرة في فنادق الخمس نجوم تطل من سفح جبل على الأبيض المتوسط ! .