بإختصار
لم يفرق بين دول عظمي ودول فقيرة ، لا بين غني أو فقير ، ضرب في مقتل كل دول العالم لم يستثن احد ، إنه فايروس كورونا الذي انطلق من مقاطعة وهان في الصين ثم سري كما تسري النار في الهشيم إلى كوريا الجنوبية ومنها إلى إيران والشرق الأوسط ليصل إلى أوروبا وأمريكا الشمالية في مشهد يشبه تساقط احجار الدومينو لينتشر في معظم دول العالم خلال فترة قصيرة ، ما حذا بمنظمة الصحة العالمية ان تصنفه كوباء وسط موجة هلع دولية ساوت بين الجميع .
كورونا هذا الفايروس متناهي الصغر استطاع خلال أشهر أن يضرب اقتصاديات الدول وبورصات العالم في مشهد هيتشكوكي، أسعار النفط تهاوت بشكل كبير نتيجة لتوقف عجلة الاقتصاد العالمي عن الدوران ، شركات الطيران تصرخ ، القطاعات الصناعية تعاني البورصات العالمية في باريس وطوكيو ولندن وفرانكفورت و دول اسيا وول ستريت تسجل تراجعات ، وأسهم كبري الشركات العالمية تلحقها الخسائر كبيرة ، وسط مساع من الدول لضخ المليارات في اقتصادياتها في محاولة لتفادي الانهيار الكبير .
و وسط هذا المشهد المرعب تبادلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية الاتهامات حول منشأ الفايروس البداية كانت باتهام موجه من الصين الى الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن نشر الفايروس لضرب الاقتصاد الصيني ، وهو الاتهام الذي رد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقول ان كورونا صيني المنشأ ، والي ان تظهر حقائق الامور ما يهمنا هنا تعاملنا في بلادنا مع هذا الوباء الذي لا سمح الله لو وصل الى بلادنا فسيكون كارثة بكل المقاييس في ظل رداءة وقلة الخدمات الصحية ضف إلى ذلك حالة الانقسام التي نشهدها شرقا وغربا والتي ستنعكس بالسلب على للخدمات الصحية المقدمة للمواطنين .
ومع تنامي خطر هذا الوباء يوميا تراهن اغلب دول العالم على وعي مواطنيها للتقليل من خطر الإصابة به ، إلا ان الوعي غائب عن جل المواطنين ويتجلى ذلك من خلال الاستهتار في التعامل مع انتشار الفايروس في العالم ودول الجوار ، وعدم التوقف عن السلوك اليومي المعتاد الذي يسهم في نشر الوباء، رغم حملات التوعية عبر وسائل الإعلام المباشرة أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تنبه الى خطورة الأوضاع ، الدعوات للمولى عز وجل وحدها لحمايتنا وحماية بلادنا من الوباء لن تكون كافية لإبعاد خطره عنا ، وفي هذا الوقت نحتاج لخطوات علمية وعملية واتباع بروتوكولات الوقاية والعناية الصحية التي وضعتها منظمة الصحة الدولية لمواجهة هذا الخطر والى المزيد من الشفافية ..
الوضع حرج ونحتاج الى تظافر الجهود من اجل الخروج من هذه الأزمة الإنسانية ، لنراجع أنفسنا من اجل مستقبل أجيالنا ، و إذا كانت السياسة والمصالح قد فرقتنا فلنجعل كورونا يجمعنا .