لا عدل في غياب الأمن !
بصريح العبارة
عامر جمعة
لا يختلف اثنان مهما وصل العناد بينهما في الآراء والانتماء على أن أهم عوامل نجاح أي طاقم تحكيم لمباراة في كرة القدم، وفي غيرها من الرياضات هو توفر الطمأنينة، وهذه الطمأنينة لايمكن توفرها إلا لشعور أي طاقم تحكيمي بالأمان، ولا يمكن أن نضمن توفر العدالة في غياب هذه الطمأنينة وهذا الأمان ..
ولأن الحكم هو “القاضي” الذي عليه أن يحكم بالعدل فإنه من المحال أن نطالب القضاة بالعدالة في غياب الحماية الكاملة لهم، وما لم يتوفر ذلك فإن العملية هي نوع من الضحك على الذقون !
وأصارحكم القول أن العوامل الأساسية التي تمكن الحكام من إدارة مباريات دورينا الكروي بصورة جيدة وليست “مثالية” غير متوفرة في كل الملاعب دون استثناء، وذلك مانلاحظه ونحن نتابع المباريات، حيث يتعرض الحكام لضغوطات متواصلة من جميع الأطراف، وما أن يتخذ قرارا حتى نرى العشرات داخل الملعب وكل طرف يحتج بطريقته الخاصة والحكم لا حول له ولا قوة، ويبدو المظهر المتكرر وكأننا في دوري الشوارع !!.
وفي مثل هذه المواقف المؤسفة لا نلوم الحكام وهم يفقدون تركيزهم ويضطرون لاتخاذ قرارات غير دقيقة وقد تكون مؤثرة ومع ذلك فإن الحكام كانوا دائما المشجب الذي تعلق عليه النتائج السلبية.
نحن نطالب بإقامة مبارياتنا الدولية على ملاعبنا ويشاهد العالم صورا مشوهة عن مبارياتنا المحلية في ملاعب تغمرها الفوضى ولا قدرة لاتحاداتنا ولجانها المختصة على اتخاذ قرارات حاسمة .
أيها السادة في ظل هذه الظروف لا تنتظروا نجاحا لمسابقاتنا ولا نتائج متقدمة لفرقنا ومنتخباتنا وستتواصل اخفاقاتنا إلى حين تستقيم الأمور ونغير نظرتنا الخاطئة للرياضة فهي نظام وقوانين ومؤشر حضاري ومنافسة شريفة خالية من الأضغان والتعصب الذي يدعمه للأسف بعض ممن تواجدوا في أنديتنا وأثروا سلبا على سياساتها وقراراتها في غياب الدور الحاسم من الجهات المسئولة المعنية بالدولة!.