ليبيا تحيي اليوم الوطني للزي التقليدي

يفتخر الليبيون بزيهم التقليدي العريق لما يحمله من قيمة فنية تجمع بين جمالية القماش والتطريز الذي لا يكاد يغيب عن الحفلات والأعياد والمناسبات العائلية والدينية، وهو كذلك لباس يومي في أنواعه البسيطة، غير أن حضور هذا الزي بدأ يغيب شيئاً فشيئاً من الحياة اليومية، وبقي حكراً على الاحتفالات والأعياد ما جعل صناعته تشهد كساداً تجارياً، وبدأت أعداد المختصين في إنتاجه تقل لأسباب اقتصادية. بحسب المهتمين بهذا المجال من حرفيين وأصحاب محلات بيع الأزياء التقليدية الليبية.

واعتزازا بهذا الزي التقليدي والشعبي وما يحمله من مفاهيم تجسد الاصالة والهوية الليبية والموروث الثقافي اللامادي للشعب الليبي تشهد مختلف المدن والمؤسسات الليبية في الشوارع والميادين العامة والحدائق والمتنزهات، وسط حضور لافت من كبار السن والأطفال، ومشاركة مقدمي البرامج في وسائل الإعلام المحلية في تظاهرة شعبية كل للسنة للاحتفال بالزي الوطني والذي يصادف يوم 13 مارس من كل عام ويعرف  باليوم الوطني للزي الليبي، تعتمد هذه التظاهرة على المشاركات الشعبية للأفراد والمجموعات، حيث المشاركون هم من يقومون على أحياء فعاليات التظاهرة من خلال ارتدائهم للأزياء الليبية التقليدية واستعراض أجمل الملابس التي تتميز بالخصوصية في اللون والتطريز،

بهدف التذكير بالزي الليبي الأصيل وتعريف الجيل الحالي بالزي الوطني التقليدي واعتزازا بقيمنا وتقاليدنا وللتعريف بالزي الوطني التقليدي والربط بين الماضي والحاضر فيما يتعلق بالزي باعتباره من محددات الحضارة الانسانية وترجمة للقدرات التي تمتلكها الشعوب من خلال تاريخها.

واحتفالا بهذا اليوم الوطني الكبير شهد مجمع القبة الفلكية بمدينة طرابلس مساء اليوم الأثنين الموافق 13 مارس 2023م احتفال كرنفالي تحت شعار (هويتي تتجلى) نظمته وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتعاون مع مصلحة التفتيش والتوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم وبمشاركة 400 من التلاميذ  روض الأطفال والمدارس ومنظمات المجتمع المدني وحضر مراسم الاحتفال، وزير التعليم الدكتور موسى المقريف، ووكيل وزارة السياحة لشؤون الصناعات التقليدية الأستاذ نصر الدين الفزاني. ووكيل وزارة الثقافة لشؤون المسرح والفنون الأستاذ عبدالباسط بوقندة ومدير عام مركز المعلومات والتوثيق السياحي المهندس أسامة الخبولي، وممثلي الجمعيات والمنظمات والأشخاص المهتمين والعاملين في مجال الموروث الثقافي الليبي وجمع غفير لأبناء العاصمة للمشاركة بالحفل الذي تنوعت فقراته بين الموسيقية لفرق الفنون الشعبية وعرض للأزياء ومعرض للمقتنيات الشعبية وعروض مميزة للأطفال بالزي الوطني كما عرض فيديو قصير للمدون الليبي أسامة قويعة، عن تجربته للاحتفال بيوم الزي الوطني في الأكوادور، بإرتداء زي تقليدي والتجول في شوارع العاصمة الأكاودورية كيتي، ورصد انطباعات سكانها عن الزي الليبي، في حين قدم السيد معبد السنوسي حودة ورقة عن تنوع وتميز الحلي الليبية.

وفي كلمة الافتتاح أكد وكيل وزارة السياحة لشؤون الصناعات التقليدية الأستاذ نصر الدين الفزاني، على أهمية إحياء يوم الزي الوطني الليبي، بما يحمله من رمزية تجسد الهوية الوطنية، وبما يعكس قيمته الفنية وجمالياته التي تتجسد فيها روح الابداع.

من جانبه أشار وزير التعليم الدكتور موسى المقريف إلى أهمية التعاون بين وزارتي السياحة والتعليم، في غرس مفهوم التراث لدى النشء وتعريفهم بأهميته، وفهم معانيه ودلالاته.

وفي حديث خاص لصحيفة ليبيا الإخبارية،  أكدت الأستاذة عواطف حفوظة قويعه  رئيس قسم التربية الفنية بقسم التفتيشية مواد النشاط  ادارة التخصصات الداعمة مصلحة التفتيش والتوجيه التربوي على مستوى ليبيا إن للزي الليبي طابع خاص وفريد يمتد امتداد عبق التاريخ وهو زاخر بالتفاصيل الصغيرة الجميلة والدقيقة ،وايماننا منا بأهمية الزي الوطني الليبي وتخصيص يوم13/3 ليمثل احتفال بالزي الوطني الليبي وبث روح الاصالة المتجسدة في هدا الزي ،تما التنسيق بين وزارة السياحة والصناعات التقليدية ومصلحة التفتيش والتوجيه التربوي ادارة التخصصات الداعمة قسم التفتيش مواد النشاط  ،وكونا خطة عمل لفريق بيننا وتوزيع المهام،  وانطلق فريق من المفتشين للمدارس واختيار لوحات فنية تراثية واستهدفنا تلاميذ بلباس للزي الوطني وكانت المشاركات من مدارس مختلفة على مستوى المؤسسات التعليمية طرابلس الكبرى لإحياء اليوم الوطني للزي الليبي هوية تتجلى…وشاركت كذلك منضمات من المجتمع المدني لإحياء الاحتفال جمعية ميلاد جديد  وجمعية الجيداء للزي الليبي والتراث هدا اليوم بالعديد من البرامج الثقافية والتراثية “خرفة السمى ” وتخلل الاحتفال البهيج معرض للوحات الفنية التراثية من مدرسة “باب بن غشير ” وكذلك تما استهداف التلاميذ المشاركين في الاحتفال لمساحة لرسم والتعبير عن الاحتفال بالزي الوطني تحت رعاية قسم التفتيش مواد النشاط.. ورؤيتنا من خلال هدا الحدث هو إبراز الزي الوطني الليبي من كل أطياف ليبيا وحمايته من الاندثار وتعريف أبنائنا ومشاركتهم بارتداء الزي الوطني وترسيخ الهوية الليبية الحاضرة دائما في قلوبنا حتى نحافظ على ثرتنا واصالتنا من الاندثار ورسالة منا الى أبنائنا والى العالم بأنا الزي الوطني الليبي تراث ممتد راسخ زاخر بالعطاء والأصالة