متاهات الفوضى!

عون ماضي

كرة القدم لم تعد فقط لاعب وملعب ومدرب ، لعبة كرة القدم تطورت إلى ابعد من ذلك بكثير وصارت منظومة وفكر  وتخطيط وبرمجة طويلة المدى ورافد اقتصادي مهم في الدولة تستقطب الشركات الكبيرة والأسواق المالية لأنها مجال واسع للاستثمار والمساهمة في دفع عجلة التنمية ، وليست متنفسا لبث الفتنة والتعصب ونشر العدوات ، وحبك الدسائس والمؤامرات الخسيسة للنيل من الخصوم ، فهي مجال للمنافسة الشريفة وفق القو انين واللوائح المنظمة لمسابقاتها التي تحفظ حق الجميع ، فأذا استطعنا فهم كرة القدم واستثمرنا الشغف الجماهيري لها ، سنصل الى الهدف كما وصل الآخرين،  وهذا طبعا لن يكون سهلا في ظل الارتباك الذي تعانيه المنظومة الإدارية التي تقود كرة القدم الليبية ، بداية من إدارات الأندية الخاضعة لبعض اللاعبين السوبر استار في فرقها وبعض الغوغائيين من جماهير النادي الذين يتدخلون في قرارات الادارة وتوجيهها ،

لذلك وحتى نصل إلى بناء فرق قوية كتلك التي نشاهدها في كل دول العالم ، يجب أن نستفيد من كل التجارب ونعمل على بناء منظومة إدارية قوية وقادرة على فرض سياساتها في النادي والزام الجميع باحترام المؤسسة من خلال تحديد الاختصاصات كل في مجاله

وتكون العلاقة  في هذه المنظومة تراتبية فلا يسمح للاعب بتجاوز صلاحيات مدير الكرة الذي يمثل حلقة الوصل بينه وبين الادارة ولايسمح للمشجع الذي دوره يجب أن يكون داخل الملعب للتشجيع ان يملي رائه على رئيس النادي الا عند انعقاد الجمعية العمومية ، اما بالطريقة والفوضى التي نشاهدها اليوم في انديتنا من علاقات تشابكية وتقاطعية تخدم مصالح المتنفذين والمتطفلين فلن تنتج الا مزيدا من الفوضى والعشوائية والانغماس اكثر في متاهات المجهول ..