متون وهوامش –
الهادي الورفلي
المثقف.. سعيد المزوغي
سعيد المزوغي أديب وفنان من طراز خاص وكأنه ولد ليكون كذلك، تراه دائماً يبحث عن الأعماق حيث تكون الدرر غاية كل باحث ليجمعها في عقد فريد يتلألأ ضياء يهدي العابرين إلى آمالهم، وأحلامهم.. فسعيد المزوغي حيث يكون.. وكيفما يكون ليس سوى كائن ارتقى بدفق من روحه المبدعة إلى آفاق البساطة التي جعلته يسري لطيفاً محبوباً في نفوس كل الذين أحبوه.. والذين كانوا ومازالوا يتوقون إلى الاقتراب منه.. ومن وجدانه..
سعيد المزوغي مبدع يسكن القلب ليس لأنه ساحر بل لأن سعيد يعرف كيف يدخل القلوب فهو إنسان بسيط في حديثه.. في ملبسه وحتى في سكنه وفي تعامله مع الآخرين..
سعيد الإنسان هو ذاته سعيد المبدع.. الكاتب والأديب والفنان ولذلك كان صادقا في كل ما يكتب وكل ما يبدع.. وكل ما يقول أيضاً..
سعيد المزوغي الذي رحل دون وداع، ودون حتى أن يسمح لنا أن نلقي عليه السلام ليعود إلى بساطته المعهودة مصراً على أن لا يكون مصدر ألم لنا نحن أحبته، وأصدقاءه، وأقرباءه، في القلم والقرطاس.. والوجد والوجدان.
رحل صديقنا سعيد المزوغي صاحب النكتة..، الهادىء الطباع.. اللطيف المعشر..
ولد سعيد الكاتب والأديب والفنان في مجلة كل الفنون الفنية في سبعينات القرن الماضي، وشغل بعد ذلك رئيس تحريرها..، كما كتب فقيدنا أيضاً في عدد من الصحف والمجلات الأدبية والفنية وكان آخرها صحيفة “الشمس” اليومية، وصحيفة الجماهيرية، بملفها الثقافي وصباح أويا، كما له العديد من الأعمال المسرحية المميزة.
رحم الله سعيد المزوغي الذي أسعد الكثيرين.. وألهم آله وذويه وأصدقاءه وأحبابه جميل الصبر والسلوان.