نقطة على السطر
■ عبدالحكيم القيادي
متى نستفيق؟
مرت ثماني سنوات على الثورة التي صنعها خِيرةُ شباب الوطن وبذلوا فيها دماءهم رافعين شعار حب الوطن مُتسلِّحين به ويحذوهم آمالُ لمستقبل أفضل ولا تزال هناك أحلامٌ عديدة تراودنا نأمل تحقيقها في هذه الثورة التي كانت شاهدا على بسالة هؤلاء الشباب الذين ضحوا بحياتهم لاستقرار هذا الوطن ولاتزال هناك بعض المواضيع التي نتأسف عليها يجب أن نتطرق لها ونتحدث عنها ، كان لدينا آمل كبير بأنها لاتحصل ولكنها حصلت ، فيجب علينا أن نعلم مضارها ونتأمل أن تنتهي كل هذه الخلافات فقتال المسلمين فيما بينهم هذا هو موضوعنا الذي نريد أن نتطرق إليه.
فمنذ أن كرم الله هذه الأمة برسالة الإسلام التي نزلت على رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، كان للجهاد شكل واضح ، لم يقاتلوا الكفار في مكة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمهم أن طريقة تغيير المجتمع الجاهلي هي الصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة من أهل القوة لإقامة الدولة الإسلامية. فلما أنشاء الرسول صلى الله وعليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة تنزلت أحكام الجهاد فعرفها المسلمون كما علمهم رسول الله ، وظل للجهاد مفهوماً واضحاً ، وجلي لجميع عصور الدولة الإسلامية ، وبمجرد أن جاء الاستعمار بغزوه الفكري والثقافي إلى بلاد المسلمين بدء في تشويه أحكام الإسلام ولاسيما أحكام الجهاد ، تم تفسيره على غير معناه الحقيقي كما هو حاصل هذه الأيام ، فكل فريق من عملاء الاستعمار يصيغ النصوص الشرعية ليثبت أنه يقوم بالجهاد المطلوب ويقنع أتباعه بذلك حتى يكون هو الممسك بزمام السلطة على حساب دماء المسلمين ، ويعد اتباعه أنهم شهداء وأن الجنة مأواهم والنار مأوى أعدائهم المتناحرين على السلطة وذلك كله إرضاء للدول الغربية الاستعمارية فلنذكر أن المسلم في شريعة الإسلام معصوم الدم والمال والعرض ، فعــن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) كل هذه الأدلة تدل على عظم حرمة دم المرء المسلم وتحريم قتله ، وكما أن دماء المسلمين محرمة فإن أموالهم محرمة كذلك فهذه هي أخلاق المسلمين ، وتلك هي عقيدتهم، فلنلملم شتاتنا ولنتقي الله ونسأل الله تعالى الهداية لنا ولجميع المسلمين.