كتاب الرائ

متى يا دكتور سلامة تفهم ؟!!

علي شعيب

متى يا دكتور سلامة تفهم ؟!!

علي شعيب

استشراف الليبيون، على مختلف انتماءاتهم السياسية والجهوية، خيرا بتعيين الدكتور غسان سلامة مبعوثا أمميا للدعم في ليبيا خلفا لسلفه كوبلر لجملة من الأسباب أهمها انه من لبنان الذي أكتوبر بنيران الحرب الأهلية التى اججت سعيرها أجندات خارجية متقاطعة الأهداف والمرامي .. وكان استبشارهم أكثر من فرحهم قبل سنتين بتعيين الألماني ماتن كوبلر الذي اكتسب خبرة في معالجة احتراب ((الهوتو)) و ((التوتسي))برواندا في تسعينيات القرن العشرين وراح ضحيتها نحو مليون إنسان من تلك البلاد الأفريقية .. ثم تمكن مواطنوا ذلك البلد الأفريقي من عقد مصالحة وطنية وإقامة عدالة انتقالية جرت الضرر واحتكم طرفي الاقتتال القبلي لنصوص القانون .. وما يعطيه لأي منهما من حقوق أو ما يصمه من أدانة وتجريم ..

وتحولت رواندا في أقل من عقد من الزمان إلى احسن دولة نامية لتعم بأنها (سنغافورة الافريقية) بعدما كانت على رأي قائمة الدول الفاشلة .. وقوبل تعيين سلامة بترحيب عدد ممن يتابعون الحراك السياسي عبر العالم استنادا إلى رصيده من الثقافة ورجل سياسة .. لكن الدكتور سلامة وها العامين اللذين انفقهما في التعاطي مع الشأن الليبي خيب كل الآمال لأنه لم يلتفت لنصائح وآراء مقترحات المحايدين الذين لا تربطهم بالأزمة الليبية أية مصلحة .. وانساق وراء سراب خادع وضعته أمامه بعض القوى الإقليمية والدولية !! ذلك أنه لم يطبق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة المعين لعلاجها .. وفوق ذلك فهو يرتكب أكبر خطأ باستنباطه نموذج حل الأزمة اللبنانية التي عقدته الحرب الأهلية لأكثر من 15 سنة . وادي اتفق تمام الاتفاق مع ((الخطاب المفتوح للدكتور غسان سلامة)) الذي وجهه اليه الدكتور موسى الاشخم أحد أفراد الانتلجنسيا بليبيا، المنشور بصحيفة فسانيا التي تصدر من الجنوب الليبي، وتمحور حول النصيحة بعدم استلهام الحل الذي اتبع لإنهاء أزمة الحرب اللبنانية على أساس المحاصصة الطائفة لأن الأزمة الليبية مختلفة اختلافا كليا وجوهريا عن أزمة لبنان . كم أتمنى أن يلتفت د . سلامة لذلك الخطاب وان يفهم ما جاء فيه من مؤشرات ونصائح كآخر فرصة له لإنقاذ سمعته وما تبقى له من أمل لحماية تاريخه كمثقف وسياسي ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button