مجلس الأمن يقرر وقف إطلاق النار في ليبيا : هل يبقى القرار “2510” حبراً على ورق !!
طالب القرار جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح المفروض على ليبيا.
تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، قرارا يدعو إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في ليبيا، ويوافق على دعم مخرجات مؤتمر برلين.
وتمت الموافقة على مشروع القرار، الذي صاغته بريطانيا، بأغلبية 14 صوتًا من أصل 15، حيث امتنعت روسيا عن التصويت لصالح المشروع.
وأكد القرار الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، كما يدعم جهود الممثل الأممي، غسان سلامة، والحوار الليبي – الليبي الجاري بتيسير من البعثة.
وطالب القرار جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح المفروض على ليبيا.
ويشدد القرار على ضرورة إرساء وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في ليبيا في أقرب فرصة، وأصرت لندن على تضمين نص القرار قلق (مجلس الأمن) إزاء الضلوع المتزايد للمرتزقة في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن على جميع الأطراف الدولية الفاعلة «أخذ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار في ليبيا على محمل الجد»، مطالبًا بـ الاحترام الكامل للحظر المفروض على الأسلحة في ليبيا. وجددت مندوبة أميركا في مجلس الأمن، في كلمة عقب تبني القرار، الدعوة إلى انسحاب كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وقالت “أصبنا بخيبة الأمل لعدم تبني القرار حول ليبيا بالإجماع”
وفيما اعتبر المندوب الألماني، اعتماد مخرجات مؤتمر برلين إشارة مهمة للسلام في ليبيا وتعيد التأكيد على الالتزامات الملموسة لجميع المشاركين في المؤتمر، أكد المندوب الروسي أن الليبيين فقط هم من يجب أن يتخذ القرار بشأن بلادهم.
مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة :
لامناص من الحل السياسي !
قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني أمام مجلس الأمن:
“رغم أن القرار تأخر كثيرا نظرا للأحداث التي تشهدها بلادي والتي تجاوزت عشرة أشهر حتى الآن، نرحب بتأكيد مجلسكم على أن الحل السياسي للأزمة الليبية هو الحل الوحيد الذي لا مناص منه.”
وتعقيبا على تحفظ بعض الدول على بعض الفقرات الواردة في القرار، أعرب السني عن أمله في العمل مع دول المجلس لتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات.
واعتبر السني تبني القرار بمثابة “فشل المغامرة العسكرية وفشل مشروع الانقلاب على الشرعية.” وأعرب عن أمله في اقتناع الدول “الداعمة للعدوان” بأن عهد فرض الحلول بالقوة قد ولّى، حسب قوله.
وقال السني إن التفاؤل حذر بسبب استمرار الانتهاكات للهدنة على حدّ تعبيره. وتساءل عن وجود ضمانات نجاح لمخرجات برلين والمسار السياسي المزمع عقده في جنيف. وأعرب عن تشكيكه في نجاح الحوار العسكري المعروف بـ 5+5 بسبب عدم انبثاق نتائج ملموسة عنه حتى الآن، على حدّ تعبيره، داعياً إلى وقف تدفق المرتزقة .
أمريكا : القرار استجابة لإرادة الليبيين
وعبرت نائبة الممثل الدائم المكلف بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، السفير شيري نورمان شاليه، عن خيبة أمل بلادها لعدم التصويت بالإجماع على مشروع القرار البريطاني الخاص بوقف إطلاق النار في ليبيا، برغم الالتزامات التي وافق عليها المشاركين بمؤتمر برلين بما في ذلك روسيا.
واتهمت نورمان شاليه (المرتزقة الأجانب)، بما في ذلك من مجموعة فاغنر الروسية بتصعيب التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا، لافتة إلى أن هذه الإجراءات تقوض التوصل إلى حل سياسي تيسره الأمم المتحدة، ولا تساعد الأطراف الليبية على الالتئام.
وقالت إن صدور القرار يعد إستجابة من مجلس الأمن لـدعوة الشعب الليبي للمجتمع الدولي للتوقف عن استخدام بلده لشن الصراع، ولوقف ترحيل الليبيين من ديارهم، وتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي ، لافتة إلى أن القرار يدعم كذلك رغبة الليبيين في حكم ديمقراطي، ويساعد بإعادة فتح المدارس وإعادة المراكز الصحية.
ولفتت نورمان شاليه إلى الحاجة إلى مساءلة إضافية لتلك الدول الأعضاء التي لا تزال تنتهك الحظر المفروض على الأسلحة، على الرغم من التعهدات الصريحة التي قطعت في برلين .
وقالت: يجب أن تتوقف الجهات الفاعلة الخارجية عن تأجيج الصراع، لافتًة إلى أن القرار يوضح أن الوقت قد حان لكي تمتثل جميع الدول الأعضاء لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
كما أشارت نورمان شاليه إلى تكرار واشنطن دعوتها إلى وقف التصعيد، والانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية، بما في ذلك المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، ولفتت إلى أن بلادها تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن القوات التابعة للطرفين، تفكر في القيام بعمل عسكري كبير في المستقبل القريب .
ودانت التهديد الخطير لوحدة ليبيا، ورفاه الشعب الليبي الذي يشكله إغلاق مرافق النفط والغاز ، وأوضحت أن موارد الطاقة الليبية تخص الشعب الليبي، مذكرة بتأكيدات مجلس الأمن على أنه لا ينبغي لأي طرف استخدام هذه الموارد كورقة مساومة سياسية .
وقالت نائبة الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة: يجب إعادة فتح هذه المرافق دون شروط مسبقة ، لافتة إلى أن القضايا الاقتصادية هي الدوافع الأساسية للنزاع المستمر في ليبيا، داعية إلى توزيع الموارد والإيرادات الليبية بشفافية وإنصاف لصالح الشعب الليبي بأكمله.
ترحيب أممي
رحبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا باعتماد مجلس الأمن للقرار 2510 (2020) الذي يصادق على نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا، ويؤكد الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويطالب الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح.
كما يعرب قرار مجلس الأمن عن دعمه القاطع للممثل الخاص للأمين العام، غسان سلامة، والحوار الليبي-الليبي الجاري برعاية البعثة الأممية.
وأشارت البعثة الأممية في بيان لها إلى أن “صدور القرار 2510 يُعتبر رسالة قوية إلى الشعب الليبي بأن مجلس الأمن يدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار والمضي نحو مستقبل أكثر إشراقاً”.
ألمانيا : خطوة لإنهاء الصراع !
رحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بموافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي على مشروع القرار البريطاني حول ليبيا.
وزير الخارجية الألماني أكد وفقاً لوكالة”سبوتنيك” الروسية على أن ما حدث اليوم هو خطوة حقيقة لإنهاء الصراع في ليبيا.
وقال الوزير في بيان نشر على موقع الوزارة: “بنجاحنا اليوم بتبني نتائج مؤتمر برلين، اتخذنا خطوة حقيقة لإنهاء الصراع في ليبيا وبهذا أصبحت نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا إلزامية للجميع لقد تمت مكافأة مفاوضاتنا المكثفة في نيويورك حول هذه القضية خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
روسيا : لهذا السبب امتنعنا عن التصويت !
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الليبيين فقط هم من يجب أن يتخذوا القرار بشأن بلادهم، مؤكداً أن موسكو امتنعت عن التصويت على مشروع القرار البريطاني بشأن ليبيا لأنه ليس من الواضح عن ما إذا كانت جميع أطراف النزاع مستعدة لتنفيذ قرارات برلين.
المندوب الروسي ووفقاًُ لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية قال:” امتنعنا عن التصويت بسبب عدم الوضوح بشأن مدى استعداد جميع أطراف النزاع لتنفيذ قرارات مؤتمر برلين”.