مدير مكتب تعليم واندماج الفئات الخاصة غريان لصحيفة ليبيا الإخبارية :
المشروع الوطني لإدماج الفئات الخاصة اصطدم بواقع مرير !!
مدير مكتب تعليم واندماج الفئات الخاصة غريان لصحيفة ليبيا الإخبارية :
المشروع الوطني لإدماج الفئات الخاصة اصطدم بواقع مرير !!
أكثر من 200 تلميذا وتلميذة بغريان يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة
الاضطرابات النفسية لدى تلاميذنا في ارتفاع مستمر !!
كثيرون هم ممن امتحنهم الله في أجسادهم ليبتليهم وذويهم في صبرهم على ما أكروه عليه وعساه ذلك خيرا عند الله ليجزوا عنه خير الجزاء في ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) ، شريحة ذوي الإعاقة بمختلف فئاتها ينظر لهم عامة الناس بعين الرأفة ولكن ما وضع هذه الشريحة في مجتمعنا وما احتياجاتها الرئيسية وهل تحظى برعاية واهتمام كبيرين من الدولة في شتى ربوع ليبيا الحبيبة دون اقتصار ذلك على المدن الكبيرة ، حزمة من الأسئلة حملناها لمدير مكتب تعليم وإدماج الفئات الخاصة غريان الأستاذة كلثوم مختار حمزة فكانت محصلة لقاؤنا بها في التالي :
حاورها : عبدالباسط حميدان
بعد ترحيبها بالصحيفة وشكرها العميق على اهتمامها بفئة ذوي الإعاقة قدمت السيدة كلثوم حمزة بسطة موجزة عن المكتب قائلة : أنشأ هذا المكتب بموجب قرار رقم ( 134 ) لسنة 2012 صادر من وزارة التربية والتعليم تحت مسمى وحدات تنسيق لتعليم واندماج الفئات الخاصة على مستوى مناطق ليبيا من ضمنها وحدة تنسيق واندماج الفئات الخاصة جبل نفوسة وكانت تضم عدد (7) أقسام هي : ( غريان ــ يفرن ــ جادو ــ مزدة ــ الزنتان ــ نالوت ــ غدامس ) وتم تفعيل هذه الأقسام في ظل ظروف صعبة منها ما يتعلق بثقافة المجتمع علاوة على الظروف التي تمر بها البلاد ، ثم ألغيت الوحدات على مستوى مناطق ليبيا عام 2016 .
واستطردت في حديثها قائلة الحقيقة فئة ذوي الإعاقة بالجبل الغربي لم تحظ بدعم وتشجيع من المسؤولين بها من مستويات عدة ، فنحن لا نملك مقرا خاصا لهذه الشريحة ، فمنذ حوالي ستة أشهر حيث تم شغل المبنى الذي خصص لنا منذ عام 2012 من مراقبة تعليم غريان وفي عام 2018 تم إبرام عقد حق انتفاع بين مكتب تعليم واندماج الفئات الخاصة غريان مع مصلحة الأملاك العامة بغريان وباشرنا فيه عملنا إلا أن المبنى آلت تبعيته لجهة أخرى ، بعد أن كان المقر في السابق مأوى لكل ذوي الاحتياجات الخاصة يرتاده أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم بل وتعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم من قبل أساتذة ومتدربون متخصصون وفق خطة تم إعدادها من قبل المكتب لاقت قبولا كبيرا ونجاحا باهرا .
وأردفت قائلة : هناك تواصل مع مراقبات التعليم بالمناطق لأجل نشر المشروع الوطني للاندماج ومحاولة تفعيله وحققنا فيه نجاحا نسبيا بعد اصطدامه بعدة معوقات حال دون انجاحه بالشكل المطلوب ، وعلى مستوى مدارس غريان يوجد أكثر من 200 تلميذا وتلميذة يعانون من اضطرابات واعاقات مختلفة منها صعوبات التعلم ــ التوحد ــ متلازمة داون ــ إعاقة حركية ــ ضغط وسكر ــ الإعاقة السمعية .
إمكانيات محدودة
وعن حجم الامكانيات المتاحة بالمكتب وملائمة لبرنامج التدريب والتعليم قالت السيد كلثوم : الإمكانيات المتاحة لنا تعد متواضعة جدا ولا تتناسب مع حجم عطاؤنا وطموحاتنا فتحصلنا وبعلاقاتنا الشخصية على وسائل تعليمية وجهاز تنطيق تم منحه لنا في السابق من قبل المجلس المحلي غريان وجهاز حاسوب واحد فقط وبعض الأثاث المدرسي .
سرقة واستيلاء
للأسف المقر تعرض في السابق ولأكثر من مرة للسرقة حيث نهبت محتوياته المتواضعة جدا وتحطيم نوافذه واتلاف بعض محتوياته وتم تثبيت هذه الواقعة في محضر بمركز شرطة غريان ، ومؤخرا تم شغل المقر بالكامل ، وأصبحت هذه الشريحة دون مكتب يأوي موظفيها ويستقطب أولياء الأمور وذوي الاحتياجات الخاصة ويقتصر عملنا عبر التواصل بالهاتف المحمول وأضحى مكتبنا يتمثل في حقيبة يد نتجول بها في أروقة مراقبة تعليم غريان التي وجب علينا شكرها على ما قدمته وتقدمه لنا وفق ما يتاح لها من امكانيات .
دورات تدريبية وتأهيلية
وعن مناشط المكتب قالت السيدة كلثوم حمزة : سعينا ووفق ما اتيح لنا من إمكانيات لتدريب وتعليم وتأهيل ذوي الإعاقة حيث أقيمت دورات للتخاطب والتنطيق والتربية الخاصة ودورتان للتدريب على طريقة برايل للمكفوفين ( الخط البارز ) ودورة لحقوق الطفل لمربيات رياض الأطفال علاوة على القاء محاضرات توعوية في عدة مدارس شملت صعوبات التعلم ــ الإعاقة والاندماج التربوي وكذلك الحال في الدورات التدريبية التي تقام في مدينة غريان كما يقوم المكتب بإحياء اليوم العالمي للإعاقة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني .
الأهلي يتفوق على الدولة !!
وعن انتشار المراكز الخاصة بذوي الإعاقة ومدى فاعليتها لهذه الشريحة قالت السيدة كلثوم : في منطقة الجبل الغربي بشكل عام ، وفي مدينة غريان بشكل خاص انتشرعددا من المراكز الخاصة بفئات ذوي الإعاقة ، ففي مدينة غريان يوجد مركز الصم والبكم التابع لصندوق التضامن الاجتماعي ومركز واحد فقط خاص للتأهيل علاوة على مراكز خاصة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة تقدم خدمات بسيطة جدا و كنت أحبذ أن تكون الدولة الليبية هي من تعنى بهذه الشريحة وتوفر لها كل احتياجاتها ومراكز خاصة لتأهيل المعاقين ، دون أن يقتصر ذلك على الجانب الأهلي في المدينة أو يشمل مدن كبرى عناية واهتماما بشريحة الإعاقة .
عاجل لذوي الاختصاص
وعن الاحتياجات الرئيسية لفئة ذوي الإعاقة قالت السيدة كلثوم حمزة : يلاحظ أن الدولة تصب جل اهتماماتها على مرض التوحد فقط رغم أن جل الاضطرابات النفسية موجودة بكثرة في مدارسنا بل وهناك تزايد ملحوظ بها فمثلا التلاميذ ما بين سن الرابعة والسادسة لديهم صعوبات كبيرة في السمع والنطق وهناك الكثير ممن يعانون من ضعف النظر وهذا الأمر يحتاج لوقفة جادة ودراسة خاصة علاوة على انتشار الانطواء والعزلة لدى التلاميذ , هناك احتياجات عديدة ومهمة لذوي الاحتياجات الخاصة يجب توافرها في جميع المدن الليبية حيث تفتقر عديد المدن الليبية إلى مراكز تدريب وتأهيل لذوي الإعاقة وبات على الدولة الليبية وعلى جناح السرعة أن توفر الوسائل التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وأن تتوفر بجميع مدارسنا غرف مصادر خاصة بذوي الإعاقات المختلفة .