مساؤك فرح يا سيد الغيابات الرائعة!
أنا أعرف و أنت أيضاً تعرف ، أنه لا جَلَد ليّ على مدك جثة تستفز جذور العطب ، كثير عليّ الضوء و محاججة الله . لكن اذا كان لابد من هذا ، قد أبكيك ! فقط قُل لي ماذا أفعل بالقاهرة وهي تندب معي صدفة اللقاء و القدر الذي ساقك و أخبر فيروز عنك؟ ماذا سأفعل بأرقامك ؟ و كل الأماكن التي رسمنا بحذوها مسارات الضوء ؟ هل ستعينني الاسكندرية و شواطئها على أن أغفر لله؟ هل ستطبطب عليّ سرت و أنا أُقبل ترابها تائهة سائلة عنك؟ و ماذا عن المسافة إلى أقصى الشرخ حيث مدينتي ، كيف سيشهد الياسمين على زيارتك الوحيدة ، و أنا ما كففتُ السعي بين المدينتين؟ ها؟ كيف سأودعك بما يليق بك ، و بما يليق بمعصيتنا الرائعة؟ كيف ستغفر لي عيون القبيلة حبك ؟ و كيف سأتخلص من حضورك الساحر و غيابك الباهر ، و وجهك الذي يتنفسه الكون كل صباح ، و يلبسه الليل قبل أن يغمر الأحبة بحجاب الوجع الأنيق ؟ أتمنى أن تسامحني قبل أن تنام هناك و لا تبالي ، هكذا تحسباً لمقادير الأيام . أنتَ تعلم أنني لا أحب الحساب ، لكن دعني أقُل لك هذا ، بين الرقم صفر و واحد الكثير من الأرقام العَشرية ، و بين صفر هذه الأرقام العَشرية و واحدها الكثير من الأرقام الأخرى ، ما ( بيننا ) مهما كان اسمه لا يمكن جمعه بواسطة هذا الكم اللانهائي من الأرقام . قد يكون هذا آخر الوحي و لا عزاء إلا للشهادات المنثورة التي اعدك بأن أدُسها مع بعض القُبل تحت شاهد قبرك لا لشئ إلا لتؤنسك! القاهرة / سبتمبر / 2015
ياسمين عبد الناصر