مستشفى غريان التعليمي يعمل ب 30 % من طاقته الاستيعابية !!

الخدمات الصحية في غريان

مستشفى غريان التعليمي يعمل ب 30 % من طاقته الاستيعابية !!

2635 عنصرا طبيا موزعين على 59 مركزا ووحدة صحية .

ضعف الإمكانيات والمعدات وقلة عدد الدكاترة حال دون تقديم أفضل الخدمات الصحية !!

5000 عنصرا طبيا ينتظرون مرتباتهم الشهرية منذ خمس سنوات !!

ما أن يداهم المرض المرء في مدن الجبل أو الساحل أو الصحراء يلجأ الى عروس البحر بحتا عن أفضل الخدمات الصحية وأرقاها أو يحزم حقائبه شادا الترحال صوب دولة شقيقة أو صديقة في ظل تدني الخدمات الصحية بمعظم المدن الليبية ــ رغم تواجد الكفاءات الطيبة والطبية المساعدة بها ــ وتوفر العديد من الإمكانيات والتجهيزات الطبية بالعاصمة واقتصار العديد منها بها دون سواها , الخدمات الصحية في حاضنة الجبل الغربي وعاصمته نموذجا نضعه أمام الجميع لعل كل المدن الليبية تحظى بنصيب أكبر من الرعاية والاهتمام من قبل المسؤولين بوزارة الصحة من خلال جولة استطلاعية استطلعنا فيها آراء عدد من المسؤولين على قطاع الصحة بغريان  نوجز فحوى زياراتنا لهم في التالي :

عدسة واستطلاع : عبدالباسط حميدان

مراكز مقفلة ومرتبات متوقفة !!

السيد دكتور شاهين فاضل عبدالمجيد صقر مدير مكتب الخدمات الصحية بإدارة الشؤون الصحية غريان : استلمت مهامي منذ نهاية شهر أغسطس الماضي وصراحة لست راضيا على مستوى الخدمات الطبية بغريان لضعف الإمكانيات والمعدات الطبية المتاحة بالمراكز والوحدات الصحية والبالغ عددها 58 مركزا ووحدة صحية فالمعدات الطبية بها لا تتجاوز نسبة 20 % علاوة على قلة الكادر الوظيفي بها بل أن بعض المراكز الصحية مقفلة والبعض الآخر يفتقر إلى دكاترة وتعتمد بشكل شبه كلي على عناصر التمريض منها لم تصرف لهم مرتباتهم الشهرية منذ عام 2015 إلى يومنا هذا لديهم مباشرات عمل عددهم يقارب من خمسة آلاف عنصر تمريض وإجمالي مرتباتهم الشهرية 2مليون و800 ألف دينار إذا ما صرفت لهم مرتباتهم جميعا ستنتعش الصحة في غريان .

وعن تشكي السادة المواطنين من قلة الأدوية بل وانعدام البعض منها في المراكز الصحية بغريان قال الدكتور شاهين صقر : كمية الأدوية والمعدات والأجهزة المخصصة لمدينة غريان من جهاز الإمداد الطبي تمثل 2% من مستوى الأدوية على مستوى ليبيا وهي نسبة تسد إلى حد كبير احتياجات المرضى في غريان ولكن خلال الفترة ما بين شهر أبريل وشهر يوليو الماضي قلة الإمدادات الطبية لمدينة غريان للظروف التي مرت بها البلاد ناهيك على أن نوع الأدوية ليست بكميات كبيرة ومحددة الأصناف كما أن البعض منها تأتي بكميات محدودة جدا خاصة الانسولين وأدوية الأمراض المزمنة .

وفي حديثه السريع للصحيفة قال دكتور شاهين أود أن أشير بأن مدينة غريان تم اختيارها مع 5 مدن ليبية كمدن نموذجية في الرعاية الصحية وقريبا سيعقد اجتماع مع منظمة الصحة العالمية لدعم هذه المدن والعمل على خوض تجربة استقلال الصحة , ولأجل الرفع من كفاءة العناصر الطبية والطبية المساعدة سنعمل اتفاقية بإذن الله مع وزارة الصحة لإقامة دورات تدريبية .

واختتم حديثه قائلا : نتمنى من وزارة الصحة ايلاء اهتمام أكبر بقطاع الصحة في غريان بدعم القطاع وتوفير الاجهزة والمعدات الحديثة مع صرف مرتبات الكادر الوظيفي التي لم تصرف لهم منذ مباشرتهم للعمل من قرابة خمس سنوات .

كراسي أسنان خارج نطاق العمل !!

السيد حسام أحمد الشيباني مدير مكتب الخدمات الطبية بإدارة الشؤون الصحية غريان : يصل عدد العناصر الطبية والطبية المساعدة إلى 2635 موزعين على 59 مركزا ووحدة صحية من ضمنها بمنطقتي العوينية والشقيقة , والمراكز الصحية والبالغ عددها 19 مركزا تعد أفضل من الوحدات الصحية بتوفر الطبيب والطبيب العام بها , ولكن للأسف الشديد حجم الامكانيات بالمراكز الصحية حاليا لا تصل إلى 10 % حيث تعاني من قلة الأجهزة والتحاليل علاوة على توقف كراسي الأسنان والتي أصابها العطب منذ أكثر من ثلاث سنوات , حيث وصل عدد كراسي الأسنان الخارجة عن نطاق العمل ( 22 ) كرسيا لم يتم صيانتها لقلة الإمكانيات المادية .

والمراكز الصحية يقتصر دورها على الكشوفات العمومية ويعد المركز الصحي وادي الحي ــ الرابطة من المراكز الصحية النموذجية والتي تستقبل المرضى على مدار الأسبوع وحتى يوم الجمعة وفي الفترات المسائية وذلك بإمكانيات توفرت لها بمجهودات ذاتية من أهل المنطقة , كما يعد مركزي القحاصات وبن يعقوب من المراكز الصحية النموذجية والتي تعمل على مدار الأسبوع في الفترة الصباحية فقط ويعتمد المركزين على تبرعات أهل المنطقة .

وعن الخطة التي وضعتها إدارة الشؤون الصحية غريان لأجل النهوض بالخدمات الصحية بالمنطقة قال السيد الشيباني منذ شهر فقط استلمنا مهامنا وشرعنا في وضع خطة من أبرزها تم اختيار 10 مراكز صحية نموذجية لأجل توفير العناصر الطبية المؤهلة بها وتجهيزها بالمعدات والمعامل التحليلية , وحصر المراكز والوحدات الصحية لإدخالها للصيانة العامة , وحصر عدد العاملين من العناصر الطبية والطبية المساعدة بالمراكز الصحية والتي يتراوح عددهم ما بين ( 60 ــ 180 )  بكل مركز ووحدة صحية , مع وضع آلية لتوزيع الأدوية من المخازن والتي تحتوي على نسبة 50 % من الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى .

رقم هزيل ووضع مؤلم !!

دكتور عدنان رمضان العزومي رئيس قسم الخدمات بمستشفى غريان التعليمي : من المعلوم أن الخدمات الطبية الناجحة تتمثل في ثلاث عناصر رئيسية هي الأطباء والعناصر الطبية المساعدة والإمكانيات و صراحة المستشفى يعاني من نقص كبير في العناصر الطبية المساعدة فإجمالي عددهم 251 عنصرا من بينهم 89 عنصر تمريض هم أساس مهم في الخدمات الطبية والبقية يمثلون مسعفين وفنيين مهامهم محدودة وهي ليست نفس مهام التمريض وفي ذات الوقت لا يمكن الاستغناء عنها , نقص عنصر التمريض سبب لنا خللا في تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى , وسبب النقص يرجع لعدم استجلاب عناصر تمريض من خارج ليبيا كما كان في السابق علاوة على الأوضاع التي تمر بها البلاد فعناصر التمريض من منطقة الاصابعة انتقلوا إلى منطقتهم وكذلك الحال لعناصر التمريض بالرابطة وإذا ما حدث طارئ في منطقة العربان تتغيب العناصر الطبية بالكامل في ذاك علاوة وتكاد تشل الحركة بالكامل بالمستشفى , ناهيك على انتقال عددا منهم إلى المراكز الصحية بعد أن تساوت الميزة المالية في المستشفيات والمراكز الصحية .

غاب المرتب فحضر التسيب

لدينا بالمستشفى ما يزيد عن 100 طبيبا وممرضا تم تعينهم ومنذ أكثر من سنة لم تصرف لهم مرتباتهم فصرفوا النظر عن العمل بالمستشفى وقاموا بإضراب عن العمل مطالبين بمستحقاتهم المالية ولكن لم يستجب أحد لمطالبهم واستطرد الدكتور العزومي في حديثه قائلا :

المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية فمثلا لا يوجد إبر انسولين كما أن معظم الأدوية ناقصة والإمكانيات المتوفرة بالمستشفى بشكل عام لا تتعدى 40 % .

متى يسترد عافيته وينتعش !!

مستشفى غريان التعليمي أصابه الوهن وطاله التسيب هذا ما أكده رئيس مكتب الخدمات الطبية بالمستشفى دكتور عدنان العزومي عندما تطرق لأهم ركيزة في المستشفى عندما قال : نعاني من نقص كبير في الاخصائيين فقسم الأنف والحنجرة مغلق بالمستشفى لعدم وجود اخصائي كما لا يوجد اخصائي عظام ولا اخصائي نسائي ولا اخصائي جراحة ولا اخصائي باطنة كما أن قسم التخدير بالمستشفى لا يوجد به إلا اخصائية واحدة عادت مؤخرا إلى وطنها,

وقسم الطوارئ هو الآخر يعاني من صعوبات ويفتقر أيضا إلى اخصائيين والمستشفى بشكل عام يعتمد على الخبرات القديمة وعلى عدد محدد من الأطباء وعلى الفنيين وكذلك على المتعاونين الذين إذا ما لم تتحول الميزانية للمستشفى يغادرون المستشفى بحجة عدم تسديد مستحقاتهم المالية تصل آحيانا لأشهر طويلة فينفذ صبرهم ويغادرون المستشفى خاصة ممن هم من خارج مدينة غريان ولذا

نطالب المسؤولين بضرورة تفعيل قانون 418 لإيفاء الحقوق المالية للعناصر الطبية وكذلك

بإجراء صيانة للمستشفى وخاصة دورات مياه التي تتسرب منها مياه الصرف الصحي .

مشاريع طال انتظارها !!

المهندس فرج عبدالكريم حميدة مدير إدارة المشروعات بالمجلس البلدي غريان : منذ حوالي خمسة أشهر استلمت مهام إدارة المشروعات بالمجلس ونسعى لحلحلة عديد المشاكل التي تواجه المشاريع المتوقفة بغريان ومن بينها في قطاع الصحة واستحداث مشاريع جديدة للرفع من مستوى الخدمات بالمدينة , حيث تم بتاريخ 9 / 10 / 2016 التعاقد مع شركة غريان للتنمية والاستثمار المساهمة بشأن صيانة مركزا للكلى ومقره المركز الصحي بني وزير بقيمة مالية 881 . 293 ألف دينار إلا أن للأسف المشروع توقف قبل البدء في تنفيه بعد اعتراض عددا من الأهالي على تنفيذ المشروع وامتناع صندوق الضمان الاجتماعي على تسليم المبنى والخروج منه في بادئ الأمر , ثم شرعت الشركة في مهامها غير أن الأحداث التي عاشتها البلاد تعرض المبنى للتخريب وقمنا بمعاينة المبنى بعد أن طالته يد الدمار والتخريب وجاري حصر الأضرار والدراسة لإضافة بنود والعودة للتعاقد من جديد مع الشركة مع تغيير قيمة العقد بحكم ارتفاع الأسعار ما بين 2016 ــ 2019 .

هناك مشروع المعهد القومي لعلاج الأورام ومقره مبنى الرقابة الإدارية بالقواسم وتم التعاقد من قبل وزارة الصحة مع شركة النفق المضيء للمقاولات على تنفيذه , وتم تحويل هذا الملف إلى المجلس البلدي غريان وحاولت التواصل مع جهاز ( ……….  دبيبة ) والمقاول لاستكمال هذا المشروع علما بأن وزير الصحة أصدر قرارا بتكليف دكتور ناجي بنور إبراهيم مديرا للمعهد القومي لعلاج الاورام بغريان منذ عام 2017 .

ومن ضمن المشاريع الحديثة المزمع تنفيذها مركز علاج العقم بالمركز الصحي الكميشات وهناك لجنة تدرس استحداث مركز صحي لعلاج أمراض السكر والغدد الصماء , كما عرج المهندس فرج على مشروع مختبر مرجعي وعيادات خارجية بمستشفى غريان التعليمي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 25 % ومشروع عيادة الأسنان بمستشفى غريان والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى حوالي 60 % إلا أن المشروع توقف بسبب عدم تسديد المستحقات المالية للمقاول .

كما يوجد مقترح لتحويل مصنع الألومنيوم سابقا ومقره القواسم إلى مستشفى قروي وتحويل المركزين الصحيين بالقواسم وأبي زيان إلى مستشفى قروي بسعة 60 سريرا .