مشجب سعيد !
بإختصار
عصام فطيس
هل كانت السلطات التونسية تجروء على طرد المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا الأراضي التونسية وترحيلهم نحو الاراضي الليبية لو كانت تتوقع ردا ليبيا قويا على هذا الإجراء والسلوك غير الودي ؟
حكومة قيس سعيد لم تنفك تبحث عن مشجب تعلق عليه اخفاقاتها الداخلية ، التي لا علاقة للمهاجرين بها ، وبدلا من ذلك رأت أن تصدر مشاكلها إلينا ، وكأنه لم يكفنا ما عانينا من تصديرهم لنفاياتهم البشرية بعد 2011وحتي نقطع الطريق على هواة الصيد في الماء العكر (الدواعش ) الذين عاثوا في ليبيا فسادا.
الرئيس التونسي قيس سعيد اعترف بأن وجود المهاجرين اصبح مشكلة كبيرة وقالها صراحة نرفض أن نكون حراسا لأوروبا ونمنع وصول المهاجرين إليها (يقصد دون مقابل ) ،
ويجب ان نعترف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس والاحتكاكات التي وقعت بين الشبان التوانسة والمهاجرين زادت وهو ما حذا بالسلطات إلى اتخاذ خطوات لامتصاص النقمة الداخلية ، إلا أن المعالجة كانت سيئة لابعد حد و غير إنسانية بالقبض عليهم وترحيلهم بشكل عشوائي نحو الحدود الليبية وتركهم في العراء ، وهو يؤكد أن الرئيس سعيد قرر حل المشكلة بطريقة الهروب إلى الأمام وإعادة تصديرهم إلي ليبيا ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يقم سعيد بتوجيه الداخلية التونسية بطرد هؤلاء البوساء نحو الحدود الجزائرية ام أن الجزائر (حريق ) ؟
وتظل الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية الليبية لإستقبال هؤلاء البوساء ذات بعد إنساني وستسهم بشكل كبير في تغيير الصورة النمطية التي سادت عن بلادنا بسوء معاملتها للمهاجرين ، المطلوب الان فقط من وزارة الداخلية – ليبيا أن تعمل على الاستفادة لأبعد حد مما جري إعلاميا ، وعلى وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الاحتجاج بشكل رسمي على التصرف اللامسؤول للسلطات التونسية واخذ تعهد عليهم بعدم تكرار ذلك ، لأنه ما لم يحدث ذلك فإن قوافل المهاجرين المرحلين من تونس لن تتوقف .