معاناة طريق مرشان في وادي الحياة: “حراك الوادي” يطالب بصيانة طريق الموت..هل من مجيب؟
متابعة: منى بن هيبة
بين حق المطالبة بإصلاح طريق مرشان الذي بات التنقل عبره بمثابة الذهاب إلى حفرة من حفر الموت، وبين صمت المسئولين يواصل مجموعة من المواطنين في وادي الحياة اعتصامهم ضمن حراك شعبي أطلقوا عليه ( حراك الوادي)، وبالرغم من شدة البرد إلا أنهم مازالوا يتغطون بالخيام أملا في التفافة مسئول، وحول هذا الحراك وقفنا مع ثلة من المواطنين والإعلاميين والشخصيات السياسية في الجنوب ورصدنا لقرائنا التالي:
فساد
وقفتنا الأولى كانت مع الدكتور حامد البغدادي المرشح للرئاسي ورأى أن:” المواطن هو الوحيد المتضرر دائما ليس في الطرق المتهالكة فحسب وإنما في كافة القضايا العالقة والملفات التي لم تقفل بعد في ليبيا عامة وفي الجنوب بشكل خاص، وإذا اقتصرنا حديثنا هنا عن طريق مرشان الرابط بيننا في سبها وبين أخوتنا في وادي الحياة فهو من الطرق الحيوية التي تربط بين عدة مناطق وتستخدمها عامة الناس كما تستخدمها الشركات النفطية في نقل موادها ولهذا يحب الاهتمام بها بل باتت الحاجة لإصلاحها صرورة ملحة لاسيما بعد الحوادث التي حدثت في الفترة الأخيرة لهذا وجب على الدولة الاهتمام بالطريق وصيانتها واستحدث طرق أخرى بمواصفات تتماشى مع الازدحام والحمولة التي تتنقل عبرها، وهنا نتساءل: لماذا لا تباشر الدولة في إنشاء سكة حديدية بديلا للطرق الحالية المتهالكة في عامة الجنوب وخاصة أننا نملك الإمكانيات اللازمة لتدشين مشروع كهذا، بالرغم من أننا نعي جيدا أن الفساد وعدم محاسبة المسؤولين لم يجعل الدولة تتقدم وتستمر الدولة في الانهيار”.
صمت
وأضاف البغدادي:”لا نستغرب أبدا صمت المسئولين حول حراك الوادي وما سبقه من حراك حيث أن الصورة تتكرر والمشهد يعيد نفسه ولا نجد أي مبرر لهذا سوى عدم المسؤولية إزاء المواطن وليس الحراك، لان الحراك جاء نتيجة عدم إحساس المسئولين بمسؤوليتهم واستمرارهم في الفساد وصرف مبالغ مالية في أشياء جانبية ومصالح شخصية، ولا نستبعد أن تكون هناك ميزانية نهبت بعد أن تم تخصيصها أو حتى صرفها أو تم بموجبها توقيع عقود لصيانة الطريق، لكن أصبح واضح أن الحكومة لا تقوم بعملها إلا بمطالبة الناس بحقوقها مع أن الحكومة يجب عليها أن تعمل لخدمة الشعب، وفي ظل صمت مطبق للشارع العام وغياب الأجهزة الرقابية انتشرت ظاهرة الفساد الإداري والمالي الأمر الذي كان مدعاة لانهيار الطرقات وغيرها”.
ترابط
وحول البديل لتصعيد أي حراك مدني للضغط على الحكومة ولفت نظرها نحو الجنوب غير قفل حقول النفط أو قطع المياه أشار إلى:” لا أحد يؤيد اللجوء إلى التهديد بإيقاف عمل الحقول النفطية وغيرها حيث أن المطالبة بتفعيل ديوان رئاسة الوزراء في الجنوب يعد أمرا أكثر جدوى بعد اختيار شخصية وطنية تمتلك من المؤهلات والقدرات ما يمكنها من تنفيذ مطالب جميع الليبيين بعيدا عن المحاصصة والمناطقية، فليبيا واحدة والشعب الليبي مترابط من الجنوب إلى الشرق والغرب والشمال، وكل الثروات والموارد الطبيعية هي ملك لكل الليبيين وبالتالي فإنه يحق للجميع الاستفادة منها والتهديد بإقفال أي منها يمثل تهديدا بحياة الشعب الليبي برمته”.
مشقة
الناشطة المدنية آمنة عبدالسلام شاركتنا هي الأخرى برأيها وقالت: ” كنت مدعوة للمشاركة في هذا الحراك لكني لم أتمكن من الحضور لظروف صحية خاصة إلا أنني حاضرة معهم قلبا، فأنا إحدى المتضررات من هذا الطريق المتهالك الذي أصبح السفر والتنقل عبره طمعا في الوصول إلى مدينة سبها أو اجتيازها نحو مناطق أخرى أمرا في غاية التعقيد، فنحن نحتاج لثلاث ساعات تقريبا اليوم لنصل نتيجة للمطبات والطريق المتهالك، ناهيك عن المشقة التي نتكبدها والخسائر التي نتحمل وزرها فقط لأننا نعيش في الجنوب الذي نشتري فيه لتر البنزين بأضعاف سعره في بقية المدن والمناطق الليبية، وهنا نتساءل: أين نواب الجنوب؟ وأين نحن من الإصلاحات التي شملت طرق مصراتة وزليتن وغيرها يا ترى”.
وأضافت:” للأسف الحكومة وكبار المسؤولين لم يأتوا لزيارة الجنوب عبر الطريق البري فهم إذا جاءوا تجدهم لا يجيئون إلا عبر النقل الجوي وبالتالي لن يستشعرو حجم معاناتنا نحن المواطنين في الجنوب، ولعلنا لا نتزيد طرحا على كل ما طالبنا به في كل حراك نقف فيه لكن دون جدوى، وبالرغم من كل الإحباطات إلا أن الأمل مازال يحذونا في التغيير المنشود”.
وقفة من أجل الحقوق
كما كانت لنا وقفة مع الناشطة المدنية السيدة رحمة جبو وحول هذا الحراك أكدت:” نحن اليوم نواصل اعتصامنا ولا نريد هذه المرة تلبية مطالب وإنما نقف لانتزاع حقوقنا ولن نرضى كما في السابق بالحلول التلفيقية التي تقدمها لنا الحكومة لإسكات صوتنا، وما تم اليوم من قبل المؤسسة الوطنية للنفط هو محاولة غير مقبولة لإيقاف هذا الحراك حيث تم تزويد الجنوب بعدد 9 شاحنات محملة بالوقود وما وصل فعليا وتم توزيعه على محطات الوقود عندنا هو 6 شاحنات فقط وهنا نتساءل أين ذهبت البقية الباقية يا ترى؟ هل ذهب مباشرة إلى السوق السوداء أم أنه وقع في أيدي المهربين للمتاجرة به خارج الحدود، ثم ماذا عن القرار الذي تمت الموافقة عليه بالأمس من قبل رئيس الحكومة والمفضي إلى إصلاح وصيانة طريق ( أوباري- غات)، وليس كما كنا نتوقع ( أوباري- سبها) هذا الطريق الذي بات طريقا معبدا بالدماء”.
وأردفت الجبو:” موقفنا من هذا الحراك كموقف أي مواطن ليبي يعيش المأساة بشكل يومي في هذا الجنوب، فمشهد الموت بات مكررا حيث شهد الوادي أكثر من 4 حوادث شنيعة أودت بحياة الكثيرين في أقل من شهرين فقط، سيارات تعرضت لعملية حرق كامل بكل ما فيها، لقد تيمت البراءة فينا وتشرد الأبرياء بيننا والحكومات المتتالية تتفرج من بعيد على مشهد الموت بل كأنها لا تسمع ولا ترى، وكيف لا والساسة مشغولين بالتمسك بالمناصب والكراسي”.
ندعم حراكم وبقوة
كما شاركنا الحديث نائب رئيس المؤسسة الوطنية لأبناء الجنوب السيد/ فتحي الصغير الزياني قائلا :” بداية نترحم على أرواح الشباب الذين وافتهم المنية نتيجة الحوادث المرورية الشنيعة التي حدثت نتيجة انهيار تام في طريق مرشان أو كما بتنا ننعته بطريق الموت، ونقف اليوم لندعم هذا الحراك وبقوة وعبر منبركم نناشد كافة المسئولين في جميع الدوائر الحكومية بالوقوف معنا كما نطالب نواب الجنوب بضرورة نقل الصورة كما هي للحكومة لاتخاذ إجراء حيال هذا الطريق الذي أصبح ممرا للموت”.
إلى نواب الجنوب الختام كان مع الإعلامي صالح التونسي والذي توجه بندائه بشكل مباشر لنواب الجنوب وطالبهم بضرورة إثبات حضورهم في المجلس حيث قال:” أطالب نواب الجنوب الذين انتخبناهم لنقل معاناتنا نحن المواطنين الكادحين في هذا الجنوب المهمش، الجنوب الذي يتربع على بحيرات نفطية وخيرات وثروات طبيعية وللأسف أهله غير مستفيدين منه على الإطلاق ونحن مستمرين في اعتصامنا حتى تنفيذ المطالب بل الحقوق، وبالرغم من المحاولات البائسة لاجتياز الطريق من قبل بعض أصحاب الشاحنات التابعة للحقول عبر الطريق الصحراوي بالتواطؤ مع بعض العارفين لها إلا أننا سنستمر ولن نتراجع”.