معركة من نوع آخر !

عصام فطيس
فيما الأنظار تتجه وبشكل ممنهج للانتخابات الرئاسية في ليبيا والجدل الدائر حول عدد من المترشحين ومعركة الطعون التي شهدت إقصاء عدد منهم ، لايزال آخرون ينتظرون ما سيسفر عن ذلك ، وتواصل عدد من التيارات السياسية العمل بعيدا عن الاضواء في المعركة الأهم من معركة الانتخابات الرئاسية ، ألا وهي معركة الانتخابات النيابية التي ستحدد مسار الدولة لاربع سنين قادمة ما لم يكن اكثر !
وتسخر هذه القوي المسيطرة على مفاصل الدولة كل الإمكانات اللازمة من أجل كسب أغلبية مناسبة في الانتخابات لتمكنها من تمرير مشاريعها وأجنداتها خلال الفترة القادمة ، مستغلة ضبابية المشهد وحالة التململ التي يعيشها المواطن جراء السياسات الكارثية للحكومات التي تعاقبت على بلادنا منذ عقد من الزمان .
والمتابع للشأن الليبي لاحظ ويلاحظ التكالب الرهيب للترشح لمقاعد مجلس النواب ، وهذا التكالب جاء نتيجة لإدراك جل المترشحين للمزايا المتعددة التي تمتع بها نواب المجلس الحالي والتي نقلتهم من حال إلي حال ، وهذا لا يعني عدم وجود نواب وطنيون في المجلس الحالي ولكن في ظل اختلاط الحابل بالنابل تبدلت المعطيات لدي الغالبية من المترشحين .
ومع اقتراب ساعة الحسم قامت تيارات سياسية متعددة بتغيير تكتيكاتها وذلك بمحاولة الدفع بعدد من الوجوه الجديدة للانتخابات لإدراكها أن الوجوه الحالية استنفذت رصيدها لدي المواطنين ، والسعي للحصول على الأغلبية سيمكنها من تمرير قوانين مفصلة تفصيلا وفقا لمصالحها ، وأيضا عند منح الثقة للحكومة ولاحظنا كيف تم منح الثقة لحكومة دبيبة التي وقعت تحت مقصلة الابتزاز من قبل البعض .
القوى المتحكمة على الساحة السياسية دخلت الآن في تحالفات مع الجماعات المسلحة و طبقة الكليبتوقراط ( التي تسعي وبقوي الى حماية ما جنته خلال هذا العقد ) من خلال تدوير المال الفاسد لضمان عدم المساس بالمكاسب التي تحققت لها ، وهذا الأمر ينذر باستمرار حالة الفوضى والفساد ولكن في إطار شرعي .
ويظل التخوف من نتائج الانتخابات وما بعدها قائما ومشروعا ، لان المعركة التي نشهدها الآن هي معركة من نوع آخر ، قد تتحول من مشروع لإنقاذ الوطن إلى مشروع للإجهاز على ما تبقي منه .