مع استمرار الإحتقان السياسي والأمني :
غسان .. بين مطرقة الانقسام الداخلي وسندان التدخل الخارجي !
مع استمرار الإحتقان السياسي والأمني :
غسان .. بين مطرقة الانقسام الداخلي وسندان التدخل الخارجي !
ليبيا الإخبارية
من سوء حظ الدكتور غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن يكون ضحية طرفي أزمة في ليبيا، كل منهما يضعها أمام انسداد يصعب تخطيه للوصول إلى حل للأزمة، أو على الأقل دحرجتها باتجاه التوافق على حلّ ينهي معاناة المواطن الليبي الذي ما أن يجتاز سنوات عجاف حتى يجد نفسه وجها لوجه أمام أعوام لا يغاث فيها الناس !!
وما أن يكاد المبعوث الأممي أن يضع قدمه على أول خطوات خارطة الطريق المبرمجة لرفع المعاناة عن الأهالي وبدء المساعي الجادة لإقامة الدولة المدنية اللاعسكرية، واللادينية حتى ينبري نفر إما من مرتفعات الرّجمة، أو من طريق السكة، أو من “راديسون بلو” فيثير الزوابع والتصريحات المؤججة للحزازات والحساسيات، ولن تفيد محاولات الدكتور سلامة للتهدئة .. ونزع فتيل النيران وقد زاد من اشتعالها صب زيوت الحقد والكراهية والفتنة التي هي أشد من القتل .
وإذا كان الدكتور سلامة يواجه قي ليبيا الانسداد الذي يجد نفسه أمامه بتعمد أحد طرفي الأزمة .. فانه ليس في معزل عن انسداد أشد وطأة .. وأسوأ آثارا وتأثيرا، ألا وهو الانسداد الذي ينشأ عن تدخلات أطراف إقليمية، تمسك بخيوط بعض “البيادق”على رقعة الشطرنج الليبية، على الرغم انه ليس من صالح بعض تلك الأطراف استمرار التوتر، واللاستقرار في ليبيا، لكن هذا الانسداد ليس من مسئولية الدكتور سلامة وضع حد له بل على “غوتريش” الأمين العام للأمم المتحدة أن يكون أكثر صرامة في كشف تلك الأطراف وأبعادها عن الأزمة التي طال أمدها .. ولن يكون حلها إلاّ ليبياً .