مع تكدس الطلاب لا جدوى من معلم وكتاب !!
أن يصل عدد التلاميذ في الفصل الدراسي الواحد إلى أكثر من اربعين، يكون من العسير إن لم يكن من المستحيل على المعلم أن يصل بمستوى التلاميذ إلى النجاح المستهدف من العملية التربوية والتعليمية مهما كان مستوى المعلم وقدرة التلاميذ على الاستيعاب، فما بالك مع وجود فوارق كبيرة بين الدارسين، ولا أظن أن الأمر خاف على رجال التعليم فأهل العلم والدراية والتربويون هم أول من يعرف ذلك، ومن مسئولياتهم تصحيح هذا الخلل في نظامنا الدراسي الذي لا يستقر على حال ، إن مهام المعلم لا تقتصر على شرح الدروس في زمن قصير وإنما في حاجة لمهام أخرى تتعلق بأهمية متابعته لكل طالب ومن ضمنهم المتفوقين، ومن هم دون ذلك وكل طرف يحتاج إلى معاملة خاصة، ناهيك عن أهمية الاختبارات الشهرية والامتحانات النهائية والتصحيح والمتابعة وتحضير الدروس ورصد الدرجاتـ،، فما بالك إذا تعلق الأمر بالمعلمات وهن أصلا ربات للبيوت تنتظرهم واجبات أسرية لا غنى عنها ولن يكون بمقدورهن أداء دورهن مع الطلاب بالصورة النموذجية، ولو حرصن خاصة مع عدد كبير من الطلاب في الفصل الواحد وفي حصة لا تتعدى أربعين دقيقة وفي ظل الظروف الحالية التي عانت منها كل المؤسسات التعليمية بصورة عامة، أليس بمقدور الوزارة المختصة إنشاء مدارس جديدة، وإذا لم تكن قادرة، فكيف هو حال الدول التي يتجاوز عدد طلابها عشرات أضعاف طلابنا ومواردها تقل عن مواردنا، ولامقارنة بين تعليمهم المنظم المتقدم وتعليمنا المتردي المفتقر إلى الانضباط والتقييم العادل.
هل تريد الدولة أن تتخلص من أعباء التعليم وتتركه للتجارة، كما حصل مع الصحة؟ فالتعليم الخاص عندنا أصبح ظاهرة تجارية حيث جل مدارسه تفتقر إلى الشروط، ومبانيه عبارة عن شقق ومنازل لا تصلح للدراسة .