بإختصار
زوارة التي تعانق البحر والشمس .. التي حافظت على هدوءها و وداعتها طيلة السنوات الماضية ، تحولت الاسبوع الماضي الى بؤرة للحدث ، واستقطبت أنظار المهتمين بالشأن الليبي وذلك بعد احتضانها للقاء الذي جمع السيد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا فايز السراج والسفير الامريكي لدي ليبيا ريتشارد نورلاند ، وقائد القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا (الافريكوم) الجنرال ستيفن تاونسند ، وهو اللقاء الذي ترك الباب مفتوحا على مصراعيه حول العودة الامريكية المباشرة للتعامل مع الملف الليبي .
اللقاء الذي حضره الى جانب السراج وزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يوصف بالرجل القوي وبعض القيادات العسكرية ، جاء بعد موجة التصعيد الإعلامي والتهديدات الإقليمية ( من مصر ) بالتدخل العسكري في الازمة الليبية في حالة خرق الهدنة غير المعلنة في كلا من سرت والجفرة وهو ماجعل الولايات المتحدة تسارع الى محاولة نزع فتيلها قبل ان تخرج الامور عن نطاق السيطرة ويقع صدام بين حلفاءها في ليبيا .
ورغم ان جل ما تناولته وسائل الإعلام حول ما دار في اللقاء لم يكن الا إستنادا لبيان للسفارة الامريكية لم يخرج عن الإطار العمومي من دعوة لوقف العمليات العسكرية ، استنادا إلى مقررات مؤتمر برلين تعرب فيه الولايات المتحدة عن دعمها لجهود الامم المتحدة لتعزيز وقف اطلاق النار والحوار السياسي بين طرفي الازمة ، خاصة في ظل المخاوف من استغلال التنظيمات الارهابية ( داعش والقاعدة ) لحالة الفوضي في ليبيا لاستئناف نشاطاتهما الاجرامية .
ورغم الدخول الأمريكي مؤخرا على ملف الأزمة الليبية والدعم المعلن لما جاء في اجتماعات زوارة من قبل المانيا وفرنسا وإيطاليا تظل هناك شكوك حول التوصل لتفاهمات قد تؤدي إلى إستئناف العملية السياسية في ظل سعي بعض الأطراف المحلية المدفوعة من قبل قوي أقليمية لاستمرار التصعيد العسكري وهو ما سيؤدي لاطالة امد الأزمة واستمرار مسلسل العنف .
الان يجب ان تدرك أطراف الأزمة انها تقف في مفترق الطرق بين ليبيا واحدة موحدة ، أو سيتم تنفيذ سيناريوهات اخري أحلاها مر ، لابد من الجلوس والتفاوض من اجل مستقبل ليبيا ، واذا ما قررت ان تواصل التشدد والتمسك بمواقفها ، فهذا ما سيجر البلاد والعباد إلى ما لا تحمد عقباه ، وعليها ان تدرك ان القوى الخارجية المتورطة في الأزمة الليبية لا تبحث الا عن مصالحها أولا وآخرا ، وحديثها عن الرفاه والحرية والديمقراطية للشعب الليبي هو ذر للرماد في العيون .
قد تكون زوارة بداية المسار الصحيح او مفترق الطرق…!